مناظرة عنيفة وغير منظمة ستترك آثارها
قبيل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كيف قرأت الصحف الفرنسية المناظرة الأخيرة بين لوبان وماكرون؟

"لوموند" قالت إنه لم يسجل انتصار ساحق لأي من المرشحين على الآخر، إنما على المواطن والمشاهد الذي شعر بالمرارة في أسفل حلقه.
ولفتت إلى أنه مناظرات ما قبل الدورة الثانية في الجمهورية الخامسة ظلت حتى اليوم منافسة تلفزيونية يتقاسمها المرشحان المتنافسان اللذان يمكن لأحدهما أن يتأثر أو يستفيد من طروحات أو حتى هجوم الآخر، قائلة إن مناظرة الأربعاء لم تكن كذلك على الإطلاق.
أضافت الصحيفة أن المفارقة الكبرى هي أن استعراض القوة لدى ماكرون كان مجرد
تبادل طويل للابتسامات القاسية والحجج المقتطعة ومحاولات الغمز غير الصحية.
رغم ذلك خلصت لوموند إلى أن ماكرون ربح المناظرة إلا أن الرئيس الذي سينتخب في 8
أيار/ مايو الجاري سيخرج متضرراً من الاتهامات المتبادلة بينه وبين منافسته في أقصى
اليمين.
لوبان – ماكرون: مرشحة الغضب ومرشح الحلول
وتابعت الصحيفة بالقول إن المرشحين ربما تمكنا من تعزيز المواقف الداعمة لهما، لكنهم من دون شك تركوا كتلة المترددين أكثر قوة من المعتاد في الانتخابات الرئاسية.
"لوفيغارو" شبهت المناظرة بلعبة التنس التي كان يتبادل خلالها المرشحان
الكرة لأكثر من ساعتين في الاتجاه نفسه في غياب للعناصر التي يمكن أن تثير
الإعجاب.
من الرابح؟
ونقلت الصحيفة تحليل الباحثة سيسيل الدوي للمناظرة والذي عبّرت فيه عن صدمتها من
عدم قدرة لوبان على ضبط خطابها سواء على مستوى نبرة الصوت أو المضمون، مشيرة إلى
أن مرشحة الجبهة الوطنية لم تسجل أي نقاط على صعيد المصداقية وبدت مرتبكة.
لوبان تخوض المناظرة على طريقة ترامب
ورأت الصحيفة أن المفارقة هي أن انتقادات لوبان التي تجاوزت الحدود منعته من الرد على نحو
محدد على بعض النقاط الهامة في مشروعه، من بينها إصلاح قانون العمل من خلال
المراسيم أو إصلاح القانون الضريبي.
وتابعت "ميديابار" أن المرشحين بديا خلال ساعتين ونصف الساعة على كوكبين منفصلين.
فمن جهة اعتمدت لوبان أسلوب المبالغات والهجمات التي لا هوادة فيها والغمز بما
يعزز جمهور ناخبيها. أما ماكرون فبدا وكأنه يتجنب الأفخاخ التي نصبت له مع إقدامه
على القليل من المخاطرة.