الوعي الانتخابي يتطلب برامج مدروسة

قدرة الأحزاب السياسية على الإقناع هي قدرة خارقة من خلال الآلة الإعلامية والتسويقية للماكينة الانتخابية التي ستكون لدى التحالفات الانتخابية والأحزاب السياسية والمرشحين في القوائم الانتخابية، وبالتالي فإن القبول أو الرفض من قبل الناخب سيكون نتيجة حتمية للتغيير في نتائج الانتخابات وحصول هذا الكيان أو ذلك على القاسم الانتخابي من أجل التأهيل لنيل مقعد في البرلمان أو عدة مقاعد في البرلمان العراقي.

البرامج انتخابية ستكون طموح مجتمع الناخين
تطور الوعي الانتخابي للجمهور العراقي يتطلب من الأحزاب والائتلافات الانتخابية بناء برامج انتخابية مدروسة وقابلة للنقاش والحوار على الصعيد الوطني .

ولذلك نجد أن برامج الانتخابات من القضايا المهمة والجديرة بالعمل في أغلب الديمقراطيات العريقة كون الجمهور سيحكم على البرامج الانتخابية بالقبول أو الرفض أو التعديل أثناء العرض في النقاشات الاجتماعية المفتوحة، وبالتالي البرامج الانتخابية ماهي إلا التزامات إلى الأحزاب السياسية والكتل المتحالفة سواء فازت بالانتخابات وبالتالي على القوى السياسية العمل على تحقيق البرامج الانتخابية التي تم التعهد بها أمام الجمهور الانتخابي الذي صوت لها.

البرامج الانتخابية على أنواع، لكن العقيدة السياسية للحزب أو الأحزاب المتحالفة في كتل انتخابية ستضع خطط ديناميكية لبناء البرامج الانتخابية ذات الألوان المتعددة من حيث البعد الاستراتيجي والأمني والسياسي والاقتصادي الاجتماعية والتربوي والتعليمي.

برامج انتخابية

البرامج الانتخابية ستكون طموح مجتمع الناخبين، والذي سيؤسس إلى اختلاف الرؤى والأولويات لدى القوى السياسية من حيث جوهر الخطاب السياسي ومحاوره الاستراتيجية، التي ستؤسس إلى بناء الكلمات المفتاحية الأساسية في مجال (السياسة العامة، الاقتصاد الوطني، الاستثمار الأجنبي، الطاقة، الخدمات، التعليم، الصحة والرعاية الصحية، الإصلاح، التقاعد والمتقاعدين، الأمن والاستقرار، المصالحة المجتمعية، الحوار السياسي، شبكات الأمان الاجتماعي، الشباب، المرأة والجندر، العمل التطوعي، النازحين، الأعمار … إلخ)، وبالتالي كل ما تقدم هو الأجندة والأولويات للبرامج الانتخابية للقوى السياسية التي ستستخدمها القوى السياسية والتحالفات السياسية في خطاباها السياسي وفقاً لمنطلقاتها العقائدية السياسية وجمهورها.

وبالتالي مهمة الحزب والتحالف الانتخابي والمرشح ضمن القائمة الانتخابية تنتهي في لحظة الانتهاء من وثيقة البرنامج الانتخابي الذي سيكون أحد المعايير الأساسية لاختيار القوى السياسية أو الائتلاف الانتخابي أو المرشح الانتخابي ضمن التحالف الانتخابي من قبل الناخب العراقي.

 

طموح الفوز

وهذا ما يجعل كرة الاختيار وإصابات الجمهور الانتخابي قد تكون مرجحة لها الكيان والتحالف الانتخابي أو مانعة من وصول التحالف الانتخابي أو الحزب إلى طموح الفوز عبر عدم الوصول لعبور العتبة الانتخابية خلال يوم الاقتراع الانتخابي، وبالتالي الناخب العراقي عليه أن يميز البرنامج الانتخابي الفاعل أو الخامل والذي لايوازي طموحه السياسي في بناء الدولة وتحقيق مطالبه المجتمعية من جهة وبين ما هو مكتوب من برنامج انتخابي لايتوازى مع قدرات الحزب أو التحالف الانتخابي.

إن قدرة الأحزاب السياسية على الإقناع هي قدرة خارقة من خلال الآلة الإعلامية والتسويقية للماكينة الانتخابية التي ستكون لدى التحالفات الانتخابية والأحزاب السياسية والمرشحين في القوائم الانتخابية، وبالتالي إن القبول أو الرفض من قبل الناخب سيكون نتيجة حتمية للتغيير في نتائج الانتخابات وحصول هذا الكيان أو ذلك على القاسم الانتخابي من أجل التأهيل لنيل مقعد في البرلمان أو عدة مقاعد في البرلمان العراقي.

إذن البرامج الانتخابية الناجحة هي البرامج القادرة على الوصول إلى طموحات الجمهور والإيمان بها من أجل الوصول إلى قبة البرلمان والعمل لتحقيق مفردات البرنامج الانتخابي وأهدافه الاستراتيجية والحيوية والحرجة أو العكس للبرامج الفاشلة والتي ستكون تحدياً كبيراً للقوى السياسية العراقية في نيل الفشل وعدم الحصول على نتائج انتخابية جيدة.

 

أبعاد الاصلاح

وأخيراً نجد أن أغلب البرامج ستتخذ من أبعاد الإصلاح السياسي والاقتصاد والخدمات مدخلاً في بناء البرامج الانتخابية الخاصة بالانتخابات النيابية في العراق لعام 2018 لكن هذا ليس كافياً بتوقعنا البسيط لمخاطبة الناخب العراقي، فالناخب يحتاج إلى برنامج واضح لتحسين الحياة الاقتصادية وإعادة هيكلة عمل قطاع الخدمات من الخدمة الناجحة والأمن والاستقرار الصلب، وبالتالي كل هذه العوامل هي عوامل استراتيجية لابد من العمل على الوصول إليها، لكن الجديد هو أن يهدف الحزب أو الائتلاف الانتخابي للعمل على بناء برامج انتخابية تخصيصية وتعطي للمواطن الناخب هامشاً كبيراً ومهماً ليميّز البرنامج الانتخابي لهذا الكيان تجاه الكيان الآخر المنافس له والذي يهدف إلى إقناع المواطن من أجل الحصول على ثقته الانتخابية ومن ثم التصويت له في الانتخابات البرلمانية العامة.