إغلاق مفاجئ لمؤسسة بحثية تموّلها السعودية في واشنطن

إغلاق فوري لمؤسسة "الجزيرة العربية" Arabia Foundation، التي تموّلها السعودية في واشنطن، بذريعة خلافات في الرأي بين المانحين.

علي الشهابي مؤسس "مؤسسة الجزيرة العربية" في واشنطن

قرر مجلس إدارة مؤسسة "الجزيرة العربية" Arabia Foundation، وهي مؤسسة بحثية تموّلها السعودية مقرها واشنطن، إغلاقها فوراً، بذريعة خلافات في الرأي بين المانحين.

وقالت مصادر عربية في واشنطن للميادين نت إن مؤسسة "الجزيرة العربية" كانت فاشلة ولم يكن لها أي تاثير في الأوساط الأميركية وأن سمعتها تلطخت بعد دفاع مؤسسها علي الشهابي عن ولي العهد السعودي عقب جريمة قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الثلاثاء أن أعضاء مجلس إدارة المؤسسة قرروا إيقافها "بسبب الاختلافات في الرأي بين المانحين". وفي وقت لاحق، أكد الشهابي، وهو كاتب ورجل أعمال سعودي، الخبر.

وقال الشهابي في تغريدة: "من المؤسف أن أؤكد أن مجلس إدارة مؤسسة "الجزيرة العربية" قد قرر اليوم إغلاق المؤسسة". وأضاف: "هذا بسبب الخلافات المستمرة بين الجهات المانحة التي جعلت استمرار العمليات صعبة."

ولم يقدم الشهابي معلومات إضافية حول هوية ممولي المنظمة أو طبيعة الخلافات.

لكن المصادر العربية في واشنطن شككت في كلام الشهابي متسائلة إن كان يوجد ممولون غير السعودية للمؤسسة.

ومن غير الواضح متى وكيف تم اتخاذ القرار، ولكن لم يتم إخبار موظفي المقر الرئيسي في واشنطن إلا يوم أمس الأربعاء. وألغيت على الفور الفعاليات والمؤتمرات والتجمعات السياسية المخططة للمؤسسة لهذا الصيف، بما في ذلك اجتماع كان مقرراً في جنيف.

وتأسست مؤسسة "الجزيرة العربية" في عام 2017، بهدف تغطية سياسات الشرق الأوسط والاقتصاد الاجتماعي، مع التركيز بشكل خاص على شبه الجزيرة العربية.

والشهابي هو مصرفي سابق معروف بأنه مدافع صريح عن السياسة السعودية عبر نشاطاته في واشنطن ومن خلال تغريداته على تويتر.

وقد أعلن الشهابي أن إغلاق المؤسسة "لا يغير بأي حال من الأحوال آرائي، ولا سيما دعمي لبرنامج التغيير والإصلاح الذي يتصدره ولي العهد (السعودي) الأمير محمد بن سلمان".

وتعقيباً على إغلاق مؤسسة "الجزيرة العربية"، غرد وليد الهذلول شقيق الناشطة الحقوقية السعودية المعتقلة لُجين الهذلول مرحّباً بهذا الأمر، وقال إنه "خبر جيد يخدم النقاشات السياسية الجارية في واشنطن".

وكان الشهابي قد تعرض لانتقادات واكتسب سمعة سيئة بسبب دفاعه عن "ما لا يمكن الدفاع عنه" عندما رفض قتل خاشقجي، فقط باعتباره "عملية غبية فاشلة". كما أشاد باستجابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأزمة، حيث سعى لحماية حلفائه السعوديين من الغضب في واشنطن.

وكتب الشهابي يقول "أصدر النقاد أحكاماً غير مكتملة وغير متوازنة بشأن فترة حكمه بالتركيز على مأساة خاشقجي واعتقالات المعارضين لكنهم اختاروا تجاهل التغييرات الزلزالية التي دفعها (إبن سلمان) في الشؤون الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية".

وقد أشاد الشهابي الشهر الماضي بوصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمحمد بن سلمان بأنه "صديق"، وأنه "قام بدور أساسي في الانفتاح الذي تشهد المملكة العربية السعودية".

وبعد 18 يوماً على مقتل خاشقجي وتقطيعه، أكد الشهابي في تغريدة على تويتر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باقٍ ولن يرحل لأنه "ضروري لاستقرار المملكة".

وردت عليه كارين عطية، المحررة في "واشنطن بوست" والتي عملت مع خاشقجي الذي كان كاتب عمود في الصحيفة، في تغريدة على تويتر: "استمر في صرف هذه الشيكات"، في إشارة إلى تلقيه التمويل من السعودية. وقالت: "لا أستطيع على مدى حياتي أن أفهم كيف تنام في الليل".

وقد أدى مقتل خاشقجي إلى مزيد من التدقيق في مراكز الفكر والرأي الموالية للسعودية في العاصمة الأميركية. فيما حاولت المؤسسات الكبرى في واشنطن أن تنأى بنفسها عن الرياض، ظل الشهابي ثابتاً في دعمه للمملكة. وعلى الرغم من الغضب المتزايد، استمرت مؤسسة العربية في استضافة محللين بارزين وتنظيم الأحداث في واشنطن.