إغلاق مفاجئ لمؤسسة بحثية تموّلها السعودية في واشنطن
إغلاق فوري لمؤسسة "الجزيرة العربية" Arabia Foundation، التي تموّلها السعودية في واشنطن، بذريعة خلافات في الرأي بين المانحين.
قرر مجلس إدارة مؤسسة "الجزيرة العربية" Arabia Foundation، وهي مؤسسة بحثية تموّلها السعودية مقرها واشنطن، إغلاقها فوراً، بذريعة خلافات في الرأي بين المانحين.
وقالت مصادر عربية في واشنطن للميادين نت إن مؤسسة "الجزيرة العربية" كانت فاشلة ولم يكن لها أي تاثير في الأوساط الأميركية وأن سمعتها تلطخت بعد دفاع مؤسسها علي الشهابي عن ولي العهد السعودي عقب جريمة قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الثلاثاء أن أعضاء مجلس إدارة المؤسسة قرروا إيقافها "بسبب الاختلافات في الرأي بين المانحين". وفي وقت لاحق، أكد الشهابي، وهو كاتب ورجل أعمال سعودي، الخبر.
وقال الشهابي في تغريدة: "من المؤسف أن أؤكد أن مجلس إدارة مؤسسة "الجزيرة العربية" قد قرر اليوم إغلاق المؤسسة". وأضاف: "هذا بسبب الخلافات المستمرة بين الجهات المانحة التي جعلت استمرار العمليات صعبة."
In response to queries from the press it is with regret that I confirm that the Board of Directors of the Arabia Foundation decided today to close down the Foundation. This is due to ongoing differences among our donors that made continued operations difficult
— Ali Shihabi (@aliShihabi) July 30, 2019
ولم يقدم الشهابي معلومات إضافية حول هوية ممولي المنظمة أو طبيعة الخلافات.
لكن المصادر العربية في واشنطن شككت في كلام الشهابي متسائلة إن كان يوجد ممولون غير السعودية للمؤسسة.
ومن غير الواضح متى وكيف تم اتخاذ القرار، ولكن لم يتم إخبار موظفي المقر الرئيسي في واشنطن إلا يوم أمس الأربعاء. وألغيت على الفور الفعاليات والمؤتمرات والتجمعات السياسية المخططة للمؤسسة لهذا الصيف، بما في ذلك اجتماع كان مقرراً في جنيف.
وتأسست مؤسسة "الجزيرة العربية" في عام 2017، بهدف تغطية سياسات الشرق الأوسط والاقتصاد الاجتماعي، مع التركيز بشكل خاص على شبه الجزيرة العربية.
والشهابي هو مصرفي سابق معروف بأنه مدافع صريح عن السياسة السعودية عبر نشاطاته في واشنطن ومن خلال تغريداته على تويتر.
وقد أعلن الشهابي أن إغلاق المؤسسة "لا يغير بأي حال من الأحوال آرائي، ولا سيما دعمي لبرنامج التغيير والإصلاح الذي يتصدره ولي العهد (السعودي) الأمير محمد بن سلمان".
This in no way changes any of my opinions particularly my support for the program of change and reform that Crown Prince Muhammad bin Salman is spearheading
— Ali Shihabi (@aliShihabi) July 30, 2019
وتعقيباً على إغلاق مؤسسة "الجزيرة العربية"، غرد وليد الهذلول شقيق الناشطة الحقوقية السعودية المعتقلة لُجين الهذلول مرحّباً بهذا الأمر، وقال إنه "خبر جيد يخدم النقاشات السياسية الجارية في واشنطن".
This is a good news for the health of political debates in Washington.
— Walid Alhathloul (@WalidAlhathloul) July 30, 2019
A think tank requires a high standard of ethics and transparency.
ONE DOWN! CONGRATS!! https://t.co/oaEHVC1TK5
وكان الشهابي قد تعرض لانتقادات واكتسب سمعة سيئة بسبب دفاعه عن "ما لا يمكن الدفاع عنه" عندما رفض قتل خاشقجي، فقط باعتباره "عملية غبية فاشلة". كما أشاد باستجابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأزمة، حيث سعى لحماية حلفائه السعوديين من الغضب في واشنطن.
وكتب الشهابي يقول "أصدر النقاد أحكاماً غير مكتملة وغير متوازنة بشأن فترة حكمه بالتركيز على مأساة خاشقجي واعتقالات المعارضين لكنهم اختاروا تجاهل التغييرات الزلزالية التي دفعها (إبن سلمان) في الشؤون الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية".
Critics have made incomplete and imbalanced judgements about his tenure focusing on the Khashoggi tragedy and arrests of dissidents but have chosen to ignore the seismic changes that he has pushed through in social, religious, cultural and economic affairs.
— Ali Shihabi (@aliShihabi) July 30, 2019
وقد أشاد الشهابي الشهر الماضي بوصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمحمد بن سلمان بأنه "صديق"، وأنه "قام بدور أساسي في الانفتاح الذي تشهد المملكة العربية السعودية".
وبعد 18 يوماً على مقتل خاشقجي وتقطيعه، أكد الشهابي في تغريدة على تويتر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باقٍ ولن يرحل لأنه "ضروري لاستقرار المملكة".
Jamal was murdered in a horrific fashion by people who should be and will be treated as criminals, having carried out a stupid, botched operation that should have never been attempted in the first place.
— Ali Shihabi (@aliShihabi) October 20, 2018
وردت عليه كارين عطية، المحررة في "واشنطن بوست" والتي عملت مع خاشقجي الذي كان كاتب عمود في الصحيفة، في تغريدة على تويتر: "استمر في صرف هذه الشيكات"، في إشارة إلى تلقيه التمويل من السعودية. وقالت: "لا أستطيع على مدى حياتي أن أفهم كيف تنام في الليل".
Keep cashing those checks, Ali. I cannot for the life of me understand how you sleep at night.
— Karen Attiah (@KarenAttiah) October 20, 2018
وقد أدى مقتل خاشقجي إلى مزيد من التدقيق في مراكز الفكر والرأي الموالية للسعودية في العاصمة الأميركية. فيما حاولت المؤسسات الكبرى في واشنطن أن تنأى بنفسها عن الرياض، ظل الشهابي ثابتاً في دعمه للمملكة. وعلى الرغم من الغضب المتزايد، استمرت مؤسسة العربية في استضافة محللين بارزين وتنظيم الأحداث في واشنطن.