واشنطن بوست: لماذا لا تحرر المرأة كلياً من نظام الوصاية في السعودية

المملكة العربية السعودية دكتاتورية، والأمير محمد بن سلمان يقوم بالتغيير بحسب رغبته.

السعودية تخفف نظام الوصاية الذكورية لكن ليس كفاية

كتب مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أخيراً افتتاحية انتقد فيها نظام الوصاية الذكوري في المملكة العربية السعودية وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى. والآتي ترجمة نص المقالة: 

الخطوات الأخيرة في المملكة العربية السعودية لتخفيف نظام الوصاية الذكوري المرهق ومنح المرأة مزيداً من السيطرة على حياتها خطوات لا يمكن إلا الترحيب بها وتشجيعها. فقد أصدرت المملكة مراسيم تسمح للنساء بالتقدم للحصول على جوازات سفر على قدم المساواة مع الرجال، وتسجيل ولادة أطفالهن والحصول على حماية جديدة ضد التمييز في العمل. لكن هذه الخطوات حتماً تسترعي الانتباه إلى ما لم يتم القيام به لتخفيف الممارسات الوحشية للمملكة.

يجبر نظام الوصاية الذكورية في المملكة النساء على الحصول على إذن من الرجال للقيام بمجموعة واسعة من الأنشطة، مما يجعل النساء من الدرجة الثانية. يرفع المرسوم الجديد جزءاً من ذلك، فالحصول على جواز سفر، ستتمكن النساء من القيام به بمفردهن.

وقالت السفيرة السعودية في واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر، على موقع تويتر، إنه سيتم السماح للنساء السعوديات بالسفر إلى الخارج بشكل مستقل من دون إذن ولي الأمر، وهو أمر لا يقل أهمية عن الحصول على جواز سفر، وستكون هذه خطوة جيدة إلى الأمام. وبالمثل، تحظر التدابير الجديدة على وجه التحديد جميع أشكال التمييز في العمل، مما قد يعني أن أصحاب العمل لا يمكنهم الاستمرار في مطالبة النساء بالحصول على إذن من الآباء أو الأزواج للعمل، وقد تحمي هذه الإجراءات النساء أيضاً من تهديدات بطردهن من العمل بسبب الحمل.

ولكن إذا كان يمكن الآن اتخاذ هذه التدابير من قبل الزعيم السعودي الفعلي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فلماذا لا تحرر المرأة بالكامل من قيود نظام الوصاية؟ لماذا يجب أن تحصل المرأة على إذن من الذكور للزواج أو الخروج من السجن أو الحصول على التعليم العالي؟ ما المبرر المحتمل لمنح بعض التغييرات الآن؟

إن المملكة العربية السعودية دكتاتورية، والأمير يقوم بالتغيير بحسب رغبته. يجب أن يكون القرار الأخير حلواً مراً بالنسبة للسجينات، بمن فيهن لُجين الهذلول، التي نُقلت من منزلها في منتصف ليلة 15 أيار/مايو 2018، بسبب دفاعها عن حقوق النساء، بما في ذلك الحق في قيادة السيارة. إذا كانت السعودية جادة حقاً في مساعدة النساء على الوصول إلى "إمكاناتهن الكاملة"، كما تدعي المملكة، فلتفرج إذاً عن السيدة هذلول والأخريات، وكذلك عن الرجال المسجونين لإسكاتهم، بمن في ذلك المدون المنشق رائف بدوي.

يود ولي العهد بشدة تغيير المحادثة إلى خطته الإصلاحية "رؤية 2030" لجذب الاستثمار الأجنبي. لكن الممرات المظلمة الأخيرة في السلوك السعودي تحت حكمه لن تختفي ببساطة - بما في ذلك قتل وتقطيع زميلنا جمال خاشقجي على يد فرقة اغتيال سعودية، واستمرار قمع حرية التعبير والمعارضة، والحرب المضللة في اليمن.

إن حقوق الإنسان ليست حُلي قصر ليتم صرفها من قبل ولي العهد عندما يحتاج إلى علاقات عامة أفضل. إنها قيم عالمية تخص كل شخص. إنهم لا يزالون يتعرضون للإساءة على نطاق واسع في المملكة العربية السعودية، وهي مملكة لديها طريق طويل لتقطعه نحو احترام كرامة الإنسان.

 

ترجمة: الميادين نت