"بوليتيكو": كيف استفادت إمبراطورة ترامب التجارية من منصب الرئاسة

بينما تتم محاكمة ترامب بسبب أفعاله المتعلقة بأوكرانيا، يقول النقاد إن الرئيس لم يواجه بعد مساءلة بسبب تضارب مصالح شركاته الخاصة مع المصلحة العامة.

 

  • "بوليتيكو": كيف استفادت إمبراطورة ترامب التجارية من منصب الرئاسة
    التقاطعات كثيرة وفي كل مكان بين رئاسة ترامب وشركاته الخاصة.

قالت مجلة "بوليتيكو" إن الرئيس دونالد ترامب الذي يواجه على اعتاب نهاية ولايته محاكمة في إطار إجراءات العزل لم يواجه حتى الآن المساءلة بشأن تضارب المصالح على نحو صارخ بين أعماله الخاصة ومنصبه.
تستعرض المجلة كيف أن ترامب على مدى السنوات الأربع من ولايته الرئاسية استفاد من منصبه كرئيس للولايات المتحدة في أعماله ومصالحه الخاصة. ومما جاء في التقرير أن ترامب أمضى يوماً واحداً من بين كل ثلاثة أيام كرئيس وهو يزور أحد منتجعاته الفاخرة أو فنادقه أو ملاعب الغولف التي يملكها. وقد استفاد من علاقاته الدولية لتعزيز مشاريعه عشرات المرات كما حصلت شركاته في جميع أنحاء العالم على ملايين الدولارات من دافعي الضرائب الأميركيين. 

فخلال ثلاث سنوات في البيت الأبيض أنجز دونالد ترامب ما لم يفعله أي رئيس قبله: دمج مصالحه التجارية الخاصة مع أعلى منصب عام في الولايات المتحدة. إن قراره بالحفاظ على قبضته على إمبراطوريته العقارية المترامية الأطراف - على الرغم من تعهده بترك عمله جانباً أثناء وجوده في البيت الأبيض - أوجد شبكة واسعة من تضارب المصالح المحتمل، وسط اتهامات حول سياساته التي تحركها المصالح التجارية وانتهاكه للقانون وفق ما تظهره وثائق وعدد من المقابلات التي أجرتها المجلة. 

وعلى الرغم من أن ترامب يبدأ عامه الرابع والأخير كرئيس هذا الأسبوع وهو يواجه وصمة المساءلة، إلا أنه نجح حتى الآن في تجنب مساءلته عن تضارب المصالح المحتمل على نطاق واسع والذي يقول منتقدوه إنه يمثل إساءة استخدام صارخة للسلطة ويعرض موقع الرئاسة لمخاطر كبيرة.

التقاطعات كثيرة وفي كل مكان بين شركات ترامب ورئاسة ترامب: على سبيل المثال حصلت شركة صينية مملوكة للدولة على عقد بملايين عدة من الدولارات للمساعدة في تطوير ملعب ترامب للغولف في دبي في ظل حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين. 

تقول المجلة إن ترامب الذي يواجه محاكمة العزل مثقل بهجوم غير مسبوق من التحقيقات والدعاوى القضائية بشأن انتهاكه القانون من خلال قبول أموال من دافعي الضرائب الأميركيين والحكومات الأجنبية، وكلاهما محظوران في الدستور.

تشير المجلة الى التحقيق الذي بدأه مجلس النواب الأميركي في العام الماضي مطالباً الإدارة الأميركية وشركة ترامب بالكشف عن تفاصيل إقامة نائب الرئيس مايك بنس عام 2019 في منتجع ترامب في إيرلندا بناء على اقتراح الأخير. وفي حين رفض الجانبان ذلك، تظهر السجلات الجديدة التي اطلعت عليها "بوليتيكو" أن الشرطة الايرلندية أنفقت 4000 دولار على الأقل في منتجع ترامب Doonbeg أثناء تأمين زيارة بنس - علاوة على 145000 دولار للزيارات الأخرى. تتابع المجلة أن المشرعين استبعدوا هذا الجانب من ملف المساءلة واختاروا التركيز على مسألة أوكرانيا لكنهم يقولون إنهم سيواصلون التحقيق لمحاولة منع ترامب من الاستفادة من الرئاسة وإجباره على سداد أموال دافعي الضرائب.
تجاهل ترامب دعوات الانفصال التام عن مجموعة شركاته التي تحمل اسمه والتي تضم أكثر من 500 شركة وتشمل العقارات في ما يقرب من عشرين دولة بعد أن أدى اليمين الدستورية. تستعرض المجلة بعض الشواهد على كيفية استغلال ترامب منصبه للاستفادة في مصالحه الخاصة: على سبيل المثال زار ترامب ممتلكاته أكثر من 350 مرة منذ أدائه اليمين الدستورية. كما أنه يزور بانتظام ملعب الغولف الذي يملكه في ستيرلنغ في فرجينيا ويسافر أيضًا إلى منتجع مار-لاغو في بالم بيتش في فلوريدا في فصل الشتاء وإلى بيدمينستر نيوجيرسي في الصيف. تقول المجلة انه بالرغم من خسارة ترامب الأموال في عدد من مشاريعه الخاصة، إلا أن الإيرادات زادت في بعض المنتجعات التي زارها في عام 2018. كما أنه قام بالترويج لأملاكه عشرات المرات خلال ولايته، وذكرها في تصريحات رسمية في كل مكان من الأمم المتحدة إلى المكتب البيضاوي وفي التغريدات على حسابه الذي يتابعه أكثر من 60 مليوناً. 

وكشفت "بوليتيكو" أن ترامب وأولاده تعرضوا للانتقاد بسبب ترددهم على منتجعاته سواء خلال إجازاتهم أو للعمل مما اضطر الخدمة السرية وغيرها من الوكالات الفيدرالية المرافقة لهم إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين في فنادق وعقارات ترامب.

فعلى سبيل المثال أنفق جهاز الخدمة السرية أكثر من  250 ألف دولار في عقارات ترامب خلال فترة خمسة أشهر في عام 2017 وفقًا للوثائق، مما يعد مؤشراً الى ما قد يكون قد أنفقه على مدار ثلاث سنوات من ولايته خصوصاً أنه لا توجد طريقة لتحديد المبلغ الإجمالي الذي تنفقه الإدارة لأنه لا توجد جهة واحدة تتبع تلك الأموال.
لكن الديمقراطيين يقولون إن قبول ترامب أموالاً من الحكومات الأجنبية هو المكان الذي يمكن أن يؤثروا فيه حيث قام أكثر من 100 مسؤول ومجموعة من 57 دولة أجنبية بزيارات لعقارات ترامب وفقًا لمنظمة Citizens for Responsibility and Ethics في واشنطن وهي مجموعة مراقبة حكومية. حتى أن ترامب دعا قادة سبع دول للقائه في مار-لاغو.
وتقوم الشركات المملوكة للدولة في الصين والسعودية وكوريا الجنوبية ببناء منتجعات ترامب بينما تقوم بلدان أخرى ببناء الطرق والتبرع بالأراضي العامة لمشاريع التطوير. 

ترجمة: الميادين نت