"واشنطن بوست": المسؤولون الأمنيون يتحضرون لما لا يمكن التنبؤ به يوم الانتخابات
حاولت الشرطة والسلطات الأخرى في جميع أنحاء البلاد طمأنة الناخبين بأنهم لن يكونوا منحازين سياسياً وسيساعدون في حماية الناخبين خلال أوقات التوتر.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنه مع اندلاع التوترات في جميع أنحاء البلاد قبل يوم الانتخابات، يستعد المسؤولون والخبراء والناشطون لمجموعة من الاحتمالات حول ما قد يواجهونه، بما في ذلك الترهيب المحتمل للناخبين أو الاشتباكات حول مراكز الاقتراع أو الاضطرابات المتصاعدة.
وقال رئيس شرطة مدينة تامبا في ولاية فلوريدا، بريان دوجان في مقابلة يوم الإثنين: "المجهول هو الذي يسبب لنا كل القلق. كيف نعرف ما الذي سيحدث؟".
كان هناك تركيز واسع النطاق على التحضير لانتخابات يوم الثلاثاء والتداعيات المحتملة، في المدن من نيويورك إلى لوس أنجلوس، حيث يستعد المسؤولون لاحتمال حدوث اضطرابات مدنية كبيرة. وألغت إدارات الشرطة الإجازات وتقوم بنشر ضباط وعناصر شرطة أكثر من المعتاد.
وبينما تؤيد نقابات الشرطة المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، يشعر البعض بالقلق من أن الشرطيين الذين يظهرون تحيزاً قد يكونون مخيفين في صناديق الاقتراع.
يقول الناخبون والمسؤولون إن عشرات الملايين من الأشخاص أدلوا بأصواتهم بالفعل خلال عملية التصويت المبكر التي تميزت ببعض حالات التخويف المحتملة والسلوك المثير للقلق داخل وخارج أماكن الاقتراع.
وتراوحت المضايقات من أشخاص يطلقون أبواقهم أو يصرخون بالقرب من مواقع التصويت إلى الحادث الأكثر شؤماً يوم الجمعة في تكساس والذي تضمن قافلة من أنصار الرئيس ترامب الذين استخدموا سياراتهم لمحاصرة حافلة تقل أنصار المرشح الديمقراطي جو بايدن. يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في الحادث، بينما أشاد ترامب بالسائقين وقال "هؤلاء الوطنيون لم يرتكبوا أي خطأ".
في هذه الأثناء، لا يُعد النشاط الصاخب حول مواقع الاقتراع انتهاكاً أصيلاً للقانون، ولكن يمكن أن تنتقل الإجراءات إلى ترهيب غير قانوني للناخبين إذا كانت تهدف إلى منع الناس من التصويت أو تغيير طريقة تصويتهم.
وقالت كريستين كلارك، الرئيسة والمديرة التنفيذية للجنة المحامين للحقوق المدنية بموجب القانون، إن الخط الساخن الخاص بمخالفات التصويت قد تلقى مكالمات متفرقة للإبلاغ عن الترهيب، بما في ذلك شكاوى حول "أشخاص يتربصون في مراكز الاقتراع" بطريقة مخيفة في أجزاء مختلفة من فلوريدا.
جذبت حالات أخرى من القوافل المؤيدة لترامب بالقرب من مواقع التصويت أو على الطرق اهتماماً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي التقارير الإخبارية. يوم الإثنين، صدر بيان مشترك أصدره ثمانية مدعين عامين في الولايات التي شملت ساحات القتال في بنسلفانيا ونورث كارولينا وميتشيغان، قالوا فيه: "إن تخويف الناخبين غير قانوني في كل ولاية - سواء حدث شخصياً أو من السيارة".
وأضافت الصحيفة أن هنالك أيضاً قلقاً بشأن التحيز المحتمل لإنفاذ القانون في يوم الانتخابات، والذي تغذيه حوادث الشرطيين الذين عبّروا عن دعمهم لترامب في نيويورك وميامي، فضلاً عن مشاهدة الشرطة أو سيارات الإطفاء المشاركة في القوافل المؤيدة لترامب في ثلاث ولايات على الأقل أو يبدو أنها كانت ترافقها.
البنادق في مواقع الاقتراع تظهر في ميشيغان
وقال جيم بورش، رئيس "مؤسسة الشرطة الوطنية"، التي تعمل مع أقسام الشرطة في جميع أنحاء البلاد لتوفير التدريب وتحسين الممارسات: "هذه ليست رياضة". وقال إن ضباط إنفاذ القانون الذين يظهرون تحيزاً أثناء عملية التصويت يمكن أن ينتهكوا قانون "هاتش"، الذي يحظر السلوك غير الملائم من قبل المسؤولين الفيدراليين أثناء الانتخابات ولكنه يمتد كذلك إلى وكالات إنفاذ القانون المحلية التي تتلقى الأموال الفيدرالية. وقال بورش "هذا ليس ترفيهاً. هذه أشياء خطيرة".
حاولت الشرطة والسلطات الأخرى في جميع أنحاء البلاد طمأنة الناخبين بأنهم لن يكونوا منحازين سياسياً وسيساعدون في حماية الناخبين خلال أوقات التوتر.
وقال ديفيد براون، مفتش شرطة شيكاغو، خلال إفادة صحافية يوم الجمعة: "الناس بشكل عام لديهم قلق شديد للغاية فيما يتعلق بالانتخابات المقبلة".
وقالت "واشنطن بوست" إنه داخل وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية، بما في ذلك مكتب السجون وخدمة المارشال الأميركية، تم إخبار الوكلاء بأن يكونوا مستعدين إذا تم استدعاؤهم للمساعدة في مجموعة من الواجبات، مثل حراسة الممتلكات الفيدرالية أو الاستجابة للاضطرابات العامة.
هذه التعليمات هي جزء من خطط الطوارئ التي وضعها مسؤولو وزارة العدل وسط أشهر من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد هذا العام والتي تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف.
وأعلنت شعبة الحقوق المدنية بوزارة العدل يوم الاثنين أنها سترسل موظفين إلى 44 سلطة قضائية في 18 ولاية لمراقبة الامتثال لقوانين حقوق التصويت الفيدرالية، وهو أمر تفعله بانتظام أثناء الانتخابات، بينما سيراقب مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي القضايا من مقر المكتب وكذلك في الميدان ومكاتبه في جميع أنحاء البلاد.
ترجمة: الميادين نت