" ناشيونال إنترست" تستعرض تفاعل بعض الدول حول العالم مع الانتخابات الأميركية
صحيفة "ناشيونال إنترست" الأميركية، تستعرض على موقعها الإلكتروني، مواقف بعض الدول من الانتخابات الأميركية 2020، لا سيما تلك التي لديها ملفات شائكة مع الرئيس دونالد ترامب وإدارته، تحديداً ألمانيا وايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية.
كيف ترى دول العالم الفاعلة الانتخابات الأميركية للعام 2020، وما هو تأثير أفكار وطروحات كل من ترامب وبايدن على المصالح الوطنية والاستراتيجية لبلدان العالم، وكيف ترى كل من ألمانيا وروسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية، الانتخابات الأميركية.. هذا ما استعرضته "ناشيونال إنترست" في المقال التالي المترجم عنها كما ورد:
ألمانيا
كانت العلاقة بين الولايات المتحدة وألمانيا في السابق واحدة من أكبر الشراكات عبر الأطلسي. جاءت هذه الشراكة في إطار إصرار الرئيس دونالد ترامب على أن ألمانيا لا تدفع نصيبها العادل من عبء الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي. فبالإضافة إلى محاولات واشنطن المستمرة لوقف صفقة "نورد ستريم 2" بين ألمانيا وروسيا. تسعى ألمانيا إلى صفقة جديدة في هذه الشراكة. وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال "نحن مستعدون للاستثمار في علاقتنا، وبغض النظر عن نتائج الانتخابات. هناك العديد من الأسئلة الاستراتيجية التي لا يمكننا حلها إلا مع أميركا".
ضمناً، ينسجم تفكير برلين في السياسة الخارجية مع الخصم الديموقراطي لـ(الرئيس دونالد) ترامب. فـ(الرئيس المنتخب) جو بايدن يرى في التعاون المتعدد الأطراف على أنه قوة أميركا. ورأت مديرة مركز السياسة الأوروبية في بروكسل جانيس إيمانويليدس أنه "لا أحد ساذج ليعتقد أننا سنعود إلى الوضع السابق، او إلى الأيام الخوالي. فالمشاكل في العلاقات عبر الأطلسي ستبقى". وقال وزير المالية الالماني أولاف شولتز في تغريدة له على تويتر "الآن هناك فرصة لفصل جديد مثير في العلاقات عبر الأطلسي. ستظل الولايات المتحدة الشريك الأهم والأقرب لأوروبا".
روسيا
أكدت روسيا باستمرار على استعدادها للعمل مع أي من المرشحين. وفي أواخر الشهر الماضي، رفض السكرتير الصحافي للكرملين ديمتري بيسكوف، مقولات تفيد بأن موسكو تفضل الرئيس الحالي (ترامب) وقال إنه "من الخطأ القول إن ترامب أكثر جاذبية لنا". بعض الأوساط تعتبر استعداد بايدن لتمديد معاهدة "ستارت" الجديدة دون أي شروط إضافية، دليل على أن الكرملين يمكنه بناء الثقة معه. وعلى حد تعبير بيسكوف فإن "هناك مساحة دائمة على مذبح السياسة الأميركية لكراهية روسيا ومناهضتها في العلاقات الثنائية مع موسكو".
الصين
انتهج ترامب سياسة حربية تجارية واسعة النطاق مع بكين. وكسر التقاليد القديمة التي استمرت لعقود، حين تواصل مع رئيس تايوان لحظة تنصيبه في كانون الثاني/يناير من العام 2016. ليس من المستغرب أن تكون المودة شبه مفقودة بين بكين وإدارة ترامب، لكن لا الحكومة الصينية ولا وسائلها الإعلامية قد ذهبت إلى حد تأييد جو بايدن صراحة.
وزير الخارجية الصيني قال في مؤتمر صحافي "نأمل أن تعمل الإدارة الأميركية الجديدة مع الصين لبناء علاقتنا من دون صراع ومن دون مواجهة، وعلى أساس الاحترام المتبادل والتعاون وتبادل المنفعة"، من دون أن يذكر ترامب أو بايدن بالاسم. وأشارت صحيفة "شاينا دايلي" التي تديرها الدولة، إلى أن الانتخابات فرصة لـ"المتشددين في واشنطن" لإعادة النظر في سياسة المواجهة التي تدمر نفسها بنفسها. إذ لا يوجد سبب يمنع الصين والولايات المتحدة من السعي وراء علاقة فيها منفعة متبادلة.
إيران
في طهران، الأجواء السياسية مليئة بمشاعر العداء للولايات المتحدة. المرشد الإيراني السيد علي خامنئي اعتبر أن الانتخابات الأميركية لن تؤثر على سياسات إيران على الإطلاق، وقال إن "سياستنا واضحة ومحسوبة جيدًا ولن يكون للأشخاص الذين يأتون ويذهبون أي تأثير عليها". وعلى الرغم من عدم اهتمام السيد خامنئي الواضح بالنتيجة، إلا أنه يظل هدفاً معلناً للسياسة الخارجية الإيرانية لإنقاذ "الاتفاق النووي" الذي تعهد بايدن بالعودة الى العمل به في حال انتخابه.
كوريا الشمالية
امتنعت وسائل الإعلام الكورية الشمالية عن التعليق على الانتخابات الأميركية. مع ذلك، نشر مسؤول الإعلام الحكومي، مقالاً يوم الانتخابات يؤكد فيه على "الصداقة التي لا تُهزم بين كوريا الشمالية والصين". ويعتقد خبراء أن بيونغ يانغ تخطط لسلسلة من التجارب النووية الاستفزازية في أعقاب الانتخابات، كوسيلة للضغط.
كذلك، تعد كوريا الجنوبية خططاً متباينة للمضي قدماً في "محادثات السلام" في شبه الجزيرة الكورية تحت إدارة بايدن أو ترامب. فإذا فاز بايدن، ستكون المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية صعبة لبعض الوقت، لن تعقد الولايات المتحدة "صفقة سيئة"، لكن ترامب يبدو مهتماً جداً بعقد "صفقات السلام"، كما هو الحال في الشرق الأوسط، لذلك كان ممكن أن تكون هناك صفقة معقولة.