البيت الأبيض يضغط على الاستخبارات لإيجاد دليل على انتهاك إيران للاتفاق النووي
صحيفة "الغارديان" البريطانية تنقل عن مسؤولين سابقين أن البيت الأبيض يضغط على مسؤولي الاستخبارات لإيجاد أدلة تفيد بأنّ إيران تنتهك الاتفاق النووي.
نيد برايس المحلل السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية والذي كان متحدثاً باسم مجلس الأمن القومي ومساعداً خاصاً لباراك أوباما، قال للصحيفة إنه سمع روايات متناقلة من قبل أعضاء في الاستخبارات، يقولون فيها إنهم يشعرون أنهم تحت الضغط. ونقل عن هؤلاء قولهم "إن لديهم شعوراً بالاشمئزاز وبأنهم رأوا هذا الفيلم من قبل" في إشارة إلى تقرير أسلحة الدمار الشامل الكاذب في العراق.
أما نائب المدير السابق لوكالة الاستخبارات ديفيد كوهين فرأى أنه من المقلق توصل ترامب إلى الاستنتاج بأن إيران انتهكت الاتفاق قبل العثور على المعلومات الاستخباراتية التي تدعم استنتاجه. ونقلت "سي ان ان" عن كوهين أن هذا الأمر من شأنه تسييس الاستخبارات وتقويضها. وذكرت الصحيفة البريطانية أنه في خطوة مماثلة للحرب العراقية، تضغط الإدارة الأميركية على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتكون أكثر عدائية في طلبها تفتيش في المراكز العسكرية بإيران، مثلما دفع فريق الرئيس السابق جورج بوش الإبن لإجراء عمليات تفتيش للقواعد العسكرية للرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ونوّهت الصحيفة البريطانية إلى أنّ المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي زارت مقرّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا للطلب منها إجراء تفتيش في المواقع العسكرية الإيرانية، واصفة المحققين بالـ"مهنيين والمخضرمين في مجالهم". المنسق الرئيسي لسياسة العقوبات على إيران في إدارة أوباما وعضو الفريق المفاوض حول الاتفاق النووي ريتشارد نيفيو، قال إنّ الوكالات الحكومية كانت تعد دراسات دائماً" لكن في عهد ترامب وضعت النتيجة مسبقاً قبل إعداد أي دراسة.
وأضاف أنه يوجد ضباط استخبارات ومحللون في مجموعة من الوكالات يمضون نهارهم يومياً يدققون في كل تقرير يحصلون عليه حول ما يجري في إيران، في محاولة للعثور على حالات من عدم الامتثال للاتفاق. وتوقع نيفيو استقالة محللين استخباراتيين في حال تم الضغط عليهم كثيراً، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات تعلمت الدرس من تجربة العراق. ونوه إلى أنّ المحللين الذين يعرفهم، سيستقيلون علناً قبل السماح بتكرار ذلك وتحريف كلامهم كما حصل في العراق".
وذكرت "الغارديان" أنّه يتعين على طهران والدول الخمس الأخرى الموقّعة على الاتفاق أن تقرر ما إذا كانت ستبقي على الاتفاق من دون مشاركة الولايات المتحدة. ولفتت إلى أنّ رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي كان قد اقترح أنه إذا بقيت الدول الأخرى ملتزمة بالاتفاق فإن إيران ستلتزم أيضاً. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه إذا حصل ذلك الأمر، فإنه يعدّ بمثابة انفصال أوروبا عن أميركا.
ترجمة: الميادين نت