ثلاثة سيناريوهات لمسار الأزمة القطرية
تحاول قطر استرداد عافيتها جراء العزلة الاقتصادية الخطيرة التي فرضها عليها جيرانها لاشتباههم بدعمها المجموعات الإسلامية المتطرفة. وقف الرحلات الجوية والتبادل التجاري منذ 23 أيار/ مايو من قبل دول عدة تهدد الأساس الاقتصادي للدولة الخليجية الصغيرة. لكن لا يزال لقطر أصدقاؤها. وفي حال استطاعت الدولة العصرية ذات المليوني نسمة إقناع المشككين الغاضبين مثل السعودية، بأنها ليست راعية لأي من فروع داعش، ستفتح الأبواب أمامها مجدداً.
1. السيناريو الأول:
تعتمد قطر بشكل كبير على من تبقى من أصدقائها. عشر دول قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر لكن تركيا أعلنت المساعدة بالمواد الغذائية والطبية. كذلك فإن إيران تدعمها أيضاً. الفلبين التي تعد مصدراً رئيسياً لليد العاملة قالت إنها ستخفف الحظر الذي سبق وأعلنته على العمال المهاجرين المتجهين إلى قطر، حيث تشير الأرقام إلى أن 5% من العمال الفلبينيين في الخارج مقيمون في قطر وعددهم يفوق عدد القطريين. الهند هي الأخرى وفق ما يقول محللون قد تدخل على حط دعم الدوحة أيضاً. وبالتالي فإنه يمكن لقطر الحفاظ على شريان حيوي. يقول جورجيو كافييرو المدير التنفيذي لتحليلات دول الخليج وهي شركة استشارية متخصصة في مجال المخاطر السياسية في واشنطن "إن لقطر خيارات أخرى لاستيراد المواد الغذائية عبر الأجواء الإيرانية والحدود البحرية بين البلدين" مشيراً إلى أن الاستيراد عبر الجو سيكلف أكثر مقارنة بالاستيراد عبر البر من السعودية، لكن "لدى قطر وسائل مالية لمواجهة ذلك".
2. السيناريو الثاني التوصل إلى اتفاق بين قطر ودول الشرق الأوسط المعادية لها. فدول الجوار المحايدة مثل الكويت وعمان تبحثان عن حل للقضية القطرية وفق كافييرو. والولايات المتحدة التي تستخدم قاعدة العديد الجوية لمحاربة الإرهابيين دعت للتوصل إلى حل أيضاً. فقد طالب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة بتخفيف الحصار على قطر. وقال تيلرسون في خطاب الجمعة إنه يجب السعي لإيجاد حل من خلال قمة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضمّ قطر، التي على أميرها وفق تيلرسون القيام بطرد العناصر الإرهابية من بلاده على نحو سريع.
وفق أمير علي الأستاذ المحاضر في جامعة مردوخ للإدارة والحكم في أستراليا "فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد التوصل بشدة إلى حل للقضية القطرية بسبب وجود القاعدة الجوية الأميركية في قطر والتي تنطلق منها الطائرات الأميركية والبريطانية لقصف أهداف داعش".
3. السيناريو الثالث
اندلاع الحرب. قد تدافع قطر عن دعمها لحماس، التي تعتبرها الكثير من الحكومات الأجنبية تنظيماً إرهابياً. قد تفعل الأمر نفسه في ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين. الأمر الذي من شأنه إثارة غضب السعودية على نحو أكبر بحيث تزيد الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على الدوحة.
كما أن أحد التنظيمات الإرهابية قد يشعر بالخطر ويقرر التفجير في مكان ما. حينها ستتحمل قطر المسؤولية وقد تنتقم. يقول الأستاذ المحاضر في أستراليا "إن السعودية موّلت أيضاً جماعات إرهابية مثل القاعدة وطالبان ولشكر طيبة" مشيراً إلى تناقض الرياض في اتهام قطر بما هي متهمة به.