وولفويتز: على واشنطن الاعتراف بأن السلام مستحيل مع بقاء الأسد
بعد دعوته الإدارة الأميركية إلى عدم الاكتفاء بالتصريحات والكلام والقيام بخطوات عملية ضدّ سوريا قبل ساعات من العدوان الأميركي على مطار الشعيرات، يرسم بول وولفويتز ما يشبه خارطة طريق دبلوماسية عنوانها رفض بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
قال بول وولفويتز الذي يعدّ أحد أبرز الصقور في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في مقالة له في صحيفة"وول ستريت جورنال"إن أي عمل أميركي قوي يمكن له أن يغيّر على نحو جذري مواقف الدول الأخرى، كأن يجعل الأعداء أكثر حذراً والأصدقاء أكثر دعماً والجالسين في مقاعد المتفرجين أكثر تعاوناً، كما أنه يمنح نفوذاً في المفاوضات ويحسّن فرص بناء تحالفات".
ورأى أن العزيمة التي أظهرها ترامب الأسبوع الماضي يجب أن يتبعها الآن جهد دبلوماسي أوسع يبدأ باعتراف واشنطن باستحالة السلام في ظل بقاء الأسد في السلطة، ولكن أيضاً بأن الملايين من السوريين، خصوصاً الأقليات سيشعرون بأنهم في خطر في حال رحيله.
وذكر أنّ الهدف يجب أن يتركز على استبدال نظام الأسد بترتيبات حكم جديدة يمكن أن توّفر ضمانات لهذه الأقليات، وللوصول إلى مثل هذه النتيجة يتطلّب الأمر دبلوماسية إبداعية غير عادية.
بنظر وولفويتز، فإنّ الدبلوماسية الأميركية يجب أن تركّز في البداية على مسؤولية
نظام الأسد في معاناة الآلاف خلال السنوات الأربعة عشر الماضية.
وأضاف أنه على الولايات المتحدة أن تشجّع السعودية على لعب دور بنّاء في العراق من خلال استخدام ثقلها الاقتصادي من أجل إحداث توازن مع النفوذ الإيراني، كما أن على الإدارة الأميركية أن تواجه الاعتقاد الخاطئ بأن السعودية منعت الولايات المتحدة من دعم الانتفاضة في وجه صدام حسين بعد تحرير الكويت عام 1991.
وأشار وولفويتز إلى أنه ينبغي على الدبلوماسيين الأميركيين السعيّ لإشراك اللاعبين العرب الإقليميين في التصدي للتحدي الصعب المتمثل في المصالحة في فترة ما بعد الصراع، وهذا سيواجه سوريا في أعقاب أي تسوية كما أن له أهمية في العراق بعد تحرير الموصل.
وختم قائلاً إنه يمكن لهذه الخطوات السياسية والدبلوماسية أن تكمّل وتعزز تدابير
ملموسة أكثر لتغيير الوقائع على الأرض السورية مثل إنشاء مناطق آمنة أو فرض نوع من
مناطق الحظر الجوي.