خروج بريطانيا.. القارة العجوز أمام تحد جيوسياسي
اهتمام الصحف البريطانية ينحصر بحدثها الداخلي ذي الأبعاد الجيوسياسية التي تتخطى حدود بريطانيا. الاستفتاء الذي تمخض عنه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي انقسمت حوله الصحف تماماً كما انقسم حوله الناخبون بين مرحب ومستاء.
رأت صحيفة "فايننشال
تايمز" أن أوروبا تواجه خطراً جيوسياسياً في ضوء نتائج الاستفتاء البريطاني.
وكتبت تقول "في خطوة تاريخية صدّ البريطانيون الاتحاد الأوروبي الذي بات في
مواجهة مع أكبر تحد وجودي له منذ سقوط جدار برلين" مضيفة إن "أي طلاق
سيستغرق وقتاً ليصبح ناجزاً لكنها اللحظة التي كان يخشاها كل القادة الأوروبيين.
الاستفتاء القادر ليس فقط على تفكيك الاتحاد بل إعادة تشكيل نظام ما بعد الحرب في
الغرب".
ونقلت الصحيفة عن السفير
الأميركي السابق لدى الناتو نيكولاس بيرنز في أعقاب الاستفتاء قوله "إن
بريطانيا تعيش أكثر اللحظات حرجاً منذ نهاية الحرب الباردة في ظل العدوان الروسي
في أوروبا الشرقية وأزمة اللاجئين والأزمة الاقتصادية والآن خروج بريطانيا من
الاتحاد".
واعتبرت الصحيفة البريطانية
أن الكثير من الأمور تعتمد على أميركا ومدى التزامها مع الاتحاد. في هذا السياق يشكك
مسؤول أميركي بأن تؤدي الكارثة على أوروبا إلى مضاعقة اهتمام واشنطن بالقارة أو
ببريطانيا تحديداً إلا إذا أجبرت على ذلك. لكن سيكون هناك تحول في الاهتمام. إذ إن
من شأن ذلك تسريع الأميركيين خطواتهم باتجاه العمل مع الألمان والفرنسيين وفق ما
قال مسؤول بريطاني رفيع المستوى لـ"فايننشال تايمز" معتبراً أنهم "لا
يملكون خيارات كثيرة".
بريطانيا قبل 23 حزيران لم تعد موجودة
"استيقظنا
في بلد مختلف" هو أحد عناوين صحيفة "الغارديان" مع ظهور نتائج
الاستفتاء. بحسب الصحيفة فإن بريطانيا التي كانت قائمة قبل 23 حزيران/ يونيو 2016
لم تعد موجودة.
وكتبت "الغارديان" "بالنسبة لحملة المغادرة والغالبية التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي فإن هذه مناسبة لكي يحتفلوا. فهذا اليوم كما يصرون سيذكر في التاريخ على أنه يوم الاستقلال. لكن بالنسبة للثمانية والأربعون بالمئة الآخرين الذين صوتوا في الاتجاه الآخر فإن بريطانيا تغير بطريقة تجعل القلب يتلوى حرقة. وتابعت الصحيفة البريطانية أنه مما لا شك فيه أن شكل بريطانيا سيتغير لجهة مطلب سكوتلندا الدائم بالانفصال عن المملكة المتحدة. وهو المطلب الذي يتوقع أن يرتفع في أعقاب الاستفتاء من قبل الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يرى فيه سبباً كافياً لاستفتاء على الاستقلال بعد استفتاء العام 2014. بيد أن هذه المرة ستكون الغالبية مع الاستقلال.
التداعيات تتابع "الغارديان" ستنسحب على ايرلندا الشمالية التي سترغب في ضوء نتائج الاستفتاء بالوحدة مع ايرلندا الجنوبية، لكن الانقسامات لا تنتهي هنا. تقول "الغارديان" إن لندن اضافة الى مدن مانشستر وليفربول وليدز وبريستول ستود ابتعدت عن بقية المناطق ومقاطعة ويلز باختيار البقاء داخل الاتحاد، فضلاً عن انقسام في أوساط الشعب بين من يظن أن هناك أموراً سيخسرها ومن لا يشعر بذلك، مشيرة إلى أن الانقسام العميق سيشكل هاجساً لدى سياسيي المرحلة المقبلة.
وكتبت "الغارديان" "بالنسبة لحملة المغادرة والغالبية التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي فإن هذه مناسبة لكي يحتفلوا. فهذا اليوم كما يصرون سيذكر في التاريخ على أنه يوم الاستقلال. لكن بالنسبة للثمانية والأربعون بالمئة الآخرين الذين صوتوا في الاتجاه الآخر فإن بريطانيا تغير بطريقة تجعل القلب يتلوى حرقة. وتابعت الصحيفة البريطانية أنه مما لا شك فيه أن شكل بريطانيا سيتغير لجهة مطلب سكوتلندا الدائم بالانفصال عن المملكة المتحدة. وهو المطلب الذي يتوقع أن يرتفع في أعقاب الاستفتاء من قبل الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يرى فيه سبباً كافياً لاستفتاء على الاستقلال بعد استفتاء العام 2014. بيد أن هذه المرة ستكون الغالبية مع الاستقلال.
التداعيات تتابع "الغارديان" ستنسحب على ايرلندا الشمالية التي سترغب في ضوء نتائج الاستفتاء بالوحدة مع ايرلندا الجنوبية، لكن الانقسامات لا تنتهي هنا. تقول "الغارديان" إن لندن اضافة الى مدن مانشستر وليفربول وليدز وبريستول ستود ابتعدت عن بقية المناطق ومقاطعة ويلز باختيار البقاء داخل الاتحاد، فضلاً عن انقسام في أوساط الشعب بين من يظن أن هناك أموراً سيخسرها ومن لا يشعر بذلك، مشيرة إلى أن الانقسام العميق سيشكل هاجساً لدى سياسيي المرحلة المقبلة.
كاميرون انتهى
مصير رئيس الوزراء
البريطاني ديفيد كاميرون شكل أحد العناوين الرئيسية في قراءة مرحلة ما بعد
الاستفتاء، وتراوحت التحليلات بين من قال إنه سيعلن استقالته من تلقاء نفسه وأخرى
ربطت الأمر بضغوط داخل حزبه ستدفع به الى هذا القرار. وبعيداً عن صحة هذه ودقة تلك
فإن ما يشبه الاجماع بدا واضحاً في الصحف البريطانية لجهة أن أن مسيرة كاميرون
السياسية وصلت إلى نهايتها.
صحيفة "ديلي تيليغراف" عنونت "ديفيد كاميرون انتهى.." وتحت هذا العنوان قالت إن "كاميرون حجز لنفسه مكانة في التاريخ على أنه رئيس الوزراء الذي قامر بمكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وبمسيرته وخسر" مشيرة إلى أن السؤال الذي تبقى هو المدة التي سيبقى فيها كاميرون في منصبه وما إذا كان هو من سيقرر بشأن ذلك أم معارضوه في الحزب". وتابعت "ديلي تيليغراف" "إن الحقيقة القاسية أن كاميرون طلب من الشعب أن يثقوا به في هذه القضية ذات الأهمية الكبيرة من أجل مستقبل البلاد لكن الناخبين رفضوا الاصغاء اليه". بدورها اعتبرت "اندبندنت" أن انتصار معسكر الخروج يعني أن مقامرة رئيس الوزراء قد فشلت. وقالت إنها نهاية مسيرة ديفيد كاميرون كما تنتهي كل المسيرات السياسية في ضوء الفشل. لقد قامر وخسر، متوقعة أن يبقى في منصبه إلى حين انتخاب خلف له. ورأت الصحيفة أن الرسالة التي وجهها له نواب حزب المحافظين للطلب منه البقاء في منصبه بمعزل عن نتيجة الاستفتاء هي للاستعراض، لافتة إلى أن الحزب سيقف خلف زعيمه شرط إقالته في المدى القريب.
صحيفة "ديلي تيليغراف" عنونت "ديفيد كاميرون انتهى.." وتحت هذا العنوان قالت إن "كاميرون حجز لنفسه مكانة في التاريخ على أنه رئيس الوزراء الذي قامر بمكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وبمسيرته وخسر" مشيرة إلى أن السؤال الذي تبقى هو المدة التي سيبقى فيها كاميرون في منصبه وما إذا كان هو من سيقرر بشأن ذلك أم معارضوه في الحزب". وتابعت "ديلي تيليغراف" "إن الحقيقة القاسية أن كاميرون طلب من الشعب أن يثقوا به في هذه القضية ذات الأهمية الكبيرة من أجل مستقبل البلاد لكن الناخبين رفضوا الاصغاء اليه". بدورها اعتبرت "اندبندنت" أن انتصار معسكر الخروج يعني أن مقامرة رئيس الوزراء قد فشلت. وقالت إنها نهاية مسيرة ديفيد كاميرون كما تنتهي كل المسيرات السياسية في ضوء الفشل. لقد قامر وخسر، متوقعة أن يبقى في منصبه إلى حين انتخاب خلف له. ورأت الصحيفة أن الرسالة التي وجهها له نواب حزب المحافظين للطلب منه البقاء في منصبه بمعزل عن نتيجة الاستفتاء هي للاستعراض، لافتة إلى أن الحزب سيقف خلف زعيمه شرط إقالته في المدى القريب.