المملكة العربية السعودية: بداية النهاية
هل تودي السياسة الجديدة للملك سلمان ونجله ولي العهد بالسعودية إلى الانهيار السياسي والاقتصادي والعسكري؟ مصير لا يستبعده موقع "هافنغتون بوست" الذي حذر من نتائج حملة التطهير في داخل المملكة التي لن تقتصر عليها فقط.
كتب ديفيد أوالالو في هافنغتون بوست:
وكأنه ليست لدى المملكة العربية السعودية ما يكفيها من الهموم في شرق أوسط يشهد تحولات سريعة، لتضرب المملكة الصحراوية مؤخراً أزمة جديدة من خلال اعتقال 11 أميراً ووزيراً سابقاً. الخطوة التي أمر بها الملك سلمان ونفذها نجله المتهور ولي العهد محمد بن سلمان يمكن أن تشكل بداية النهاية للمملكة.
في الوقت الذي يبدو فيه الملك سلمان البالغ من العمر 82 عاماً بصحة سيئة، تكثر التساؤلات عمّا إذا كان يمكن له التنازل عن العرش لنجله محمد قبل وفاته. ما يجمع عليه غالبية المحللين أن ولي العهد محمد بن سلمان ارتكب خطأ قاتلاً بطرده قائد الحرس الوطني السعودي.
من وجهة نظري لا يبدو الهدف من حملة بن سلمان الجريئة والمبهمة وحتى حملة مكافحة الفساد القضاء على الفساد نفسه بقدر ما تستهدف خصومه بما يتيح له الحصول على السلطة المطلقة. أما انفتاح السعودية على المزيد من الشفافية والحرية فمجرد هراء!
إنطلاقاً من هذه الخلفية أتساءل عمّا ستكون عليه الخطوة المقبلة تجاه هؤلاء الأمراء المعتقلين والمهمشين؟
أكثر من أي وقت مضى تحوّلت حملة الاعتقالات والتوقيفات إلى عاصفة سياسية كبيرة بما يزيد من مخاطر انعدام الاستقرار ليس فقط داخل المملكة بل أيضاً عبر الشرق الأوسط الممزّق بفعل الصراعات.
يأتي هذا التحول في الأحداث مباشرة بعد أخبار شكّلت صدمة من بينها ما نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية من ادعاءات لأمير سعودي لم تكشف عن هويته بأنه جرى التداول برسالتين في أوساط كبار أفراد العائلة المالكة لتشجيعهم على الانقلاب على الملك سلمان. الأساس المنطقي لهاتين الرسالتين هو أن الملك ونجله ولي العهد محمد بن سلمان ينفذان سياسات خطيرة تؤدي بالمملكة إلى دمار سياسي واقتصادي وعسكري. الكشف عن هذه المراسلات يزيد المخاوف الجدية من ذلك. فهل يمكن لمحمد بن سلمان أن يواجه مصير الملك فيصل في عام 1975؟ ممكن!
مما لا شك فيه أن محمد بن سلمان راكم من السلطة خلال العامين الماضيين أكثر مما فعل أي من أفراد آل سعود. ظاهرياً يبدو محمد بن سلمان متجهاً نحو تجاهل وتغيير البروتوكول الخاص بانتقال العرش. لكن تجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق لبن سلمان أن تبوأ منصباً هاماً في الحكومة السعودية من قبل كما أنه لا يملك الخبرة التي تخوله القيادة.
من السخرية أن يتولى محمد بن سلمان بموجب مرسوم ملكي شركة أرامكو السعودية المصدر الرئيسي للثروة في المملكة. الأمر غريب بالفعل!