"هارتس": من سيد أمن إلى سيد فشل

في ظل نتنياهو القصف على إسرائيل أصبح مشهداً عادياً يجب التعايش معه، والجولة القادمة هي من الآن في الأجواء.

من سيد أمن إلى سيد فشل

(هآرتس)

ماذا برأيكم كان سيفعل بنيامين نتنياهو لو كان في المعارضة ومنظمة صغيرة مثل الجهاد الإسلامي قصفتنا بمئات الصواريخ، زارعةً الخوف والرعب في أنحاء إسرائيل، وتشلّ الجهاز التربوي، وتُغلق الأعمال، وتعطّل موظفين وتُلحق الضرر بالسياحة والتجارة؟
من السهل جداً معرفة ذلك. هذا حصل في سنة 2009، عشية الانتخابات، عندما كان حزب "كاديما" في السلطة والليكود في المعارضة. حماس أطلقت حينها عدة صواريخ نحو جنوب "إسرائيل"، ونتنياهو سارع إلى عسقلان التي أصابها صاروخٌ واحد. ووقف عند مدخل المدينة وقال أمام الكاميرا دون أن يرف له جفن: "حصلت هنا معجزة في عدم وقوع إصابات، لكن لا يمكننا التعويل على معجزات.. عندما نتولّى السلطة سنقوّض سلطة حماس وسنُعيد الأمن إلى سكان عسقلان وأشدود وسديروت وبئر السبع... نحن سنُعيد الأمن إلى سكان إسرائيل".
من حينها انقضى عقد، وليس فقط أن الأمن لم يعُد وحماس لم تُقوَّض، بل أمننا تقوّض، وحماس قويت، والجهاد الإسلامي كبُرت، ومعاً أطلقتا علينا آلاف الصواريخ منذ آذار/ مارس 2018، بعضها وصل إلى تل أبيب، ولم تتردد في حرق آلاف الدونمات في غلاف غزة.
في ظل نتنياهو، القصف على إسرائيل أصبح مشهداً عادياً يجب التعايش معه، والجولة القادمة هي من الآن في الأجواء. لقد قاد إسرائيل، مع جيشها الجرّار، إلى خسارة مطلقة لعنصر الردع، بحيث أنه لدينا اليوم أمن أقل بكثير مما كان في سنة 2009.

وهذا يحصل لأن نتنياهو ليس لديه أي حلّ طويل الأمد، إنه فقط يُطفئ حرائق، إنه ينجو فقط، إنه ليس سيّد الأمن، بل سيّد الفشل.