هآرتس: إخفاق العقد لنتنياهو
نتنياهو مصاب بسلبيّة استراتيجية، بنزعة لتأجيل النهاية، بتفضيل الهدوء السياسي وشعور الازدهار على خطوات تجبي ثمناً.
الجمهور الإسرائيلي لا يشعر بهذا يومياً، لكن الوضع الأمني لـ"إسرائيل" ساء بصورة دراماتيكية في العقد الأخير.
المبادرة الهجومية في سوريا هي سِحرٌ زائف. إنها تطمس حقيقة أن القيادة الإسرائيلية فشلت فشلاً استراتيجياً خطيراً، قد تدفع "إسرائيل" عليه ثمناً باهظاً.
في اختبار العقد، حزب الله تحوّل من منظمة عصابات مزعجة، وأحياناً مؤلمة، إلى جيشٍ بكل معنى الكلمة؛ جيش يُعدّ عشرات آلاف المقاتلين ويمتلك عدداً رهيباً يبلغ أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية (10 أضعاف ترسانته في حرب لبنان في تموز 2006)، بينها حوالي 15 ألف صاروخ يغطّون وسط "إسرائيل"، وعدة مئات إضافية من الصواريخ الدقيقة الموجّهة بدقة إلى المنشآت الأكثر حساسية في "إسرائيل".
حزب الله يضبط نفسه على الجهود الإسرائيلية لعرقلة تعاظمه، وينتظر بصبرٍ يوم الأمر، الذي ستُمطر فيه عاصفة هائلة من النار والدمار على "إسرائيل".
في اختبار العقد، علامة الفشل هي للقيادة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.
فشل نتنياهو تحديداً على خلفية أنه شخص يتمتع بفهمٍ استراتيجي عميق. إنّه واقعي، خالٍ من أي رومنطيقية في تفكيره، ويرى صحيحاً التهديدات في الأفق. لكن القائد ليس محللاً. وظيفته ليست أن يقول لنا: "قلتُ لكم". القائد يبلور واقعاً.
نتنياهو مصاب بسلبيّة استراتيجية، بنزعة لتأجيل النهاية، بتفضيل الهدوء السياسي وشعور الازدهار على خطوات تجبي ثمناً، وينسب أهمية زائدة للخطابات والعروض ويدحرج المسؤولية إلى المذعنين ولاحقاً يتهمهم بعدم الفعل. وعندما يضرب الواقع القاسي، يستفيق ويعمل بحزم، لكن فعالية إطفاء الحرائق ليست كمن يستطيع منعها.
نتنياهو وضع في كل العقد الأخير رهاناته الأميركية على الجمهوريين. هذه المراهنة فشلت في سنة 2012 وتسببت بضررٍ استراتيجي خطير.
في سنة 2016، هذه المراهنة نجحت على شعرة، عندما انتُخب دونالد ترامب بفارق نسبة. من حينها، ترك نتنياهو كليّاً بعض الحذر الذي كان لا يزال لديه في مسلكيته الثنائية الحزبية في الولايات المتحدة، والتكافل بينه وبين ترامب شامل.
في المدى القصير، هذا يمكّنه من عرض إنجازاتٍ استراتيجية. لكنها يمكن أن تتبخر في لحظة واحدة إذا خسر ترامب الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
في حالة كهذه، إسرائيل قد تكون معزولة أكثر من أي وقتٍ سبق أمام الطوق الإيراني، الذي كان بالإمكان منعه.