ثماني سنوات سيئة
على مدى اربعين سنة نددت الولايات المتحدة بالبناء في شرقي القدس، لكنها سلمت عمليا ببناء 12 حيا يهوديا جديدا يعيش فيها 200 ألف يهودي الى أن جاءت ادارة اوباما
-
الكاتب: نداف شرغاي
-
المصدر: اسرائيل اليوم
- 30 كانون الأول 2016 14:39
الولايات المتحدة سمحت لاسرائيل على مدى اربعة عقود البناء في القدس.
لقد رسم ربيع 2009 بخطوط واضحة
"الشتاء" البارد المتوقع للعلاقة بين ادارة الرئيس براك اوباما وحكومة
بنيامين نتنياهو. اللقاء الاول بين الرئيس الامريكي ورئيس الحكومة الاسرائيلي في
أيار 2009، الذي وصف فيما بعد من قبل مقربي نتنياهو بأنه "صعب جدا"،
أظهر بشكل فوري الخلافات التي ميزت فيما بعد العلاقة بين الرئيسين في موضوعين
أساسيين: الموضوع النووي الايراني والبناء في القدس والمستوطنات.
الضوء الاحمر الاول أضاء في الطرف الاسرائيلي عندما أبلغ اوباما نتنياهو بأن
الولايات المتحدة تريد الاعلان عن خطة سلام اقليمية جديدة. واستوضح نتنياهو بعض
التفاصيل. واوباما امتنع عن الدخول فيها، لكن الجواب تبين سريعا بعد ذلك بشهرين.
جون بودستا، رئيس طاقم الانتقال الذي جهز دخول ادارة اوباما، ومارا رادمان التي
اصبحت فيما بعد نائبة جورج ميتشل، المبعوث الخاص لاوباما في الشرق الاوسط، اقترحا
على الرئيس الامريكي العمل في اطار مصادرة السيطرة الاسرائيلية على البلدة القديمة
واقامة حكم دولي خاص في الحوض المقدس في القدس.
تبلورت خطة بودستا ورادمان في اطار "معهد التقدم الامريكي"، وهو أحد
المؤسسات المؤثرة والمقربة من اوباما والذي صاغ سياسة الرئيس الامريكي في ايامه
الاولى في البيت الابيض.
الضربة الثانية جاءت من هيلاري كلينتون، التي أوضحت في حوار مع شخصية اسرائيلية
رفيعة. وبلغة غير دبلوماسية قالت: "لن تبنوا ولو حجر واحد في المستوطنات
وشرقي القدس".
"عاصفة بايدن"، كما يسمونها الآن في القدس، كانت استمرارا طبيعيا لهذه
النغمة. جو بايدن، نائب الرئيس اوباما زار البلاد في 2010، بالضبط في الايام التي
التي صادقت فيها لجان التخطيط في القدس على بناء 1500 وحدة سكنية في رمات شلومو.
"وزراء في حكومة نتنياهو الثانية يقولون إن بايدن قد خرج عن طوره".
في كتابه "حليف" يصف مايكل أورن، سفير اسرائيل في الولايات المتحدة في
حينه، والآن هو نائب وزير في مكتب رئيس الحكومة، كيف أن وزيرة الخارجية كلينتون
قامت بتوبيخ نتنياهو على مدى 45 دقيقة، وكيف تم اجباره على المثول أمام جيم
ستنبرغ، نائب هيلاري، والاستماع الى قائمة من المطالب التي كانت غير مقبولة على
نتنياهو أو على أي رئيس حكومة اسرائيلي.
بعد بايدن أعلنت اسرائيل عن تجميد البناء في رمات شلومو الى أن يتم حل الامر مع
الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين وجدت اسرائيل نفسها أنها لا تستطيع البناء في
القدس، رغم أن الولايات المتحدة سمحت بذلك على مدى اربعة عقود.