لإنقاذ إسرائيل من نفسها
هجوم نتنياهو على إدارة أوباما هو جزء من العمى السياسي. فحقيقة أن باراك أوباما قد امتنع عن العمل ضد إسرائيل في مجلس الأمن لم تساعد إسرائيل بل أضرت بها، إذ ظلت إسرائيل خلال هذه السنوات، تنوء تحت عبء أحلام الاحتلال التي قادها اليمين القومي والصهيونية الدينية. فأوباما، الذي حصل على جائزة نوبل من أجل تنفيذ نبوءته للسلام، كان يخشى المواجهة مع نتنياهو ومع اللوبي اليهودي في أمريكا، وبذلك ساهم في إبعاد احتمال الاتفاق المستقبل.
وعلى الرغم من أنه لن يكون له أثر فوري على
إسرائيل فإن القرار، وبخاصة امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن استخدام
حق النقض (الفيتو)، يشكلان صفعة مدوية لسياسة بنيامين نتنياهو.
ويجب أن نرى
في رد مكتبه الهستيري – الذي جاء فيه إن "إسرائيل
ترفض القرار المعادي لإسرائيل، والمشين، في الأمم المتحدة" – وكذلك الخطة
لفرض عقوبات على عدد من الدول التي عملت على اتخاذ القرار، يجب أن نرى في
ذلك جزءاً من رحلة الخراب التي يقودها رئيس الحكومة.
فنتنياهو يدفع إسرائيل
باتجاه هاوية سحيقة من الغزلة الدولية، ويعرب
عن استخفافه بكل من يتجرأ ويطلب منه وقف مشروع الاستيطان، الذي يلقي بظلال
قاتمة على أية فرصة مستقبلية لحل الدولتين.
إن هجوم نتنياهو على إدارة أوباما هو جزء من العمى السياسي عينه. فحقيقة أن باراك أوباما قد امتنع عن العمل ضد إسرائيل في مجلس الأمن لم تساعد إسرائيل بل أضرت بها، إذ ظلت إسرائيل خلال هذه السنوات، تنوء تحت عبء أحلام الاحتلال التي قادها اليمين القومي والصهيونية الدينية. فأوباما، الذي حصل على جائزة نوبل من أجل تنفيذ نبوءته للسلام، كان يخشى المواجهة مع نتنياهو ومع اللوبي اليهودي في أمريكا، وبذلك ساهم في إبعاد احتمال الاتفاق المستقبلي.
يُحظر بتاتاً إن يتم التعاون مع محاولة بنيامين نتنياهو لتصوير الولايات المتحدة الأميركية، والدول التي أيدت القرار، بأنها تريد الإضرار بإسرائيل، خاصة وأن من بين الدول التي أيدت القرار دول صديقة جداً لها. فالعكس هو الصحيح: فكل خطوة عالمية تساعد في إنقاذ إسرائيل من النبوءات الخلاصية، التي تُفرض عليها من قبل جماعات ضغط متطرفة، هي فقط التي تساعدها في إنقاذ نفسها من فخ الاحتلال. فالقرار الذي يقول إنه لا يوجد للمستوطنات أساس قانوني، وأنها تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، ليس سوى إقرار بما هو مفهوم من تلقاء ذاته, وفقط في العالم المخادع المشوه لحكومة نتنياهو – بينيت – شاكيد، يتم تصوير الأمور المسلم بها على أنها عمل "مشين".
لقد قالت دول من مختلف القارات لنتنياهو، يوم
أول أمس، كفى! ففي الوقت الذي ينشغل فيه بالحلول الوسط في عامونا وبقوانين
المصادرة المجنونة، يطلب منه العالم أن يفهم بأن الحديث يدور عن طريق لا
مخرج منه، وسينتهي بكارثة. وعلى الرغم من الغضب
في القدس، فهذا ليس الوقت المناسب للردود الاستفزازية ضد العالم، ولعمليات
العقاب ضد الفلسطينيين وللبناء الانتقامي في المستوطنات.
كما أن اعتماد
نتنياهو على دونالد ترامب، الذي سيدخل قريباً إلى البيت الأبيض، والذي كان
قد أعرب عن معارضته للقرار في مجلس الأمن، لن
ينقذ إسرائيل من الهاوية. وعلى اليمين الإسرائيلي، وفي مقدمته نتنياهو،
إجراء عملية محاسبة عميقة للذات.
ترجمة: مرعي حطيني