بشرى أبو مازن
أبو مازن موجود في نهاية طريقه، ويبدو أن هذا الطريق لم ينقذ الفلسطينيين من الطريق المسدود الذي دخلوا فيه. وهنا يجب قول كلمة حق في أبو مازن وهي أنه، وعلى خلاف سابقه، لم يشجع الإرهاب والعنف بل اختار الانتظار إلى أن يقوم شخص آخر، مثل أوباما، بفرض حل للنزاع بما يُرضي الفلسطينيين.
-
الكاتب: إيال زيسر
-
المصدر: "إسرائيل اليوم"
- 5 كانون الأول 2016 12:10
أعيد انتخاب عباس رئيساً لفتح للسنوات الخمس المقبلة
لا بد أن كل من كان يمنّي
النفس بصدور نتائج كبيرة عن المؤتمر السابع لحركة فتح، الذي انعقد في الأسبوع
الماضي في رام الله، لا بد أن خيبة الأمل كانت في انتظاره. والعنوان الأبرز
(للمؤتمر) قدمه بالذات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هيرتسي هاليفي، الذي أعرب
عن تقديره أن عام 2017 قد يشهد حالة من التصعيد وعدم الاستقرار في مناطق الضفة (الغربية)،
وبخاصة بسبب صراع الوراثة على كرسي زعيم السلطة أبو مازن، الذي أتم الـ 81 من عمره
منذ فترة.
وحقيقة أن الأخبار تأتي
من تل أبيب بالذات، وليس من رام الله، تدل مرة أخرى على أن مصير الفلسطينيين ليس
في أيديهم، وأن الحركة الوطنية الفلسطينية قد تراجعت إلى نقطة الصفر التي كانت
فيها أداة في يد مختلف الدول العربية التي كانت تملي عليها قراراتها وأفعالها.
وكما كان عليه الحال في ذلك الوقت، يقوم الآخرون، اليوم أيضاً، بالعبث بالوضع
الفلسطيني.
ويمكن أن نذكر من هؤلاء،
مصر التي تؤيد محمد دحلان، خصم أبو مازن، والذي يدعي الأحقية في الحصول على تاج
الزعامة الفلسطينية من بعده. ويجب أن نضيف إليها الأردن، الذي منع الكثير من أعضاء
المؤتمر من الوصول عبر أراضيه إلى رام الله، بالإضافة إلى كل من قطر وتركيا، وفي
الخلفية إيران أيضاً، التي تريد جميعها أن تسيطر حماس على كل مناطق السلطة.
وأخيراً ليس من الممكن ألا نذكر إسرائيل، التي تقوم تحت رعايتها السلطة الفلسطينية
كلها، وعُقد مؤتمر فتح في رام الله تحت ناظريها.
في المؤتمر، الذي عقد في
الأسبوع الماضي في رام الله، أعيد انتخاب أبو مازن لخمس سنوات أخرى في الزعامة،
وكذلك تم انتخاب المؤسسات التي ستقوم بانتخاب وريثه، 21 عضواً للمجلس المركزي و 51
عضواً للمجلس الثوري. وقد شارك في المؤتمر الحالي حوالي 1400مندوب فقط، في مقابل حوالي
2600 مندوب في المؤتمر السابق قبل سبع سنوات، وهذا يعني أنه تم استبعاد مئات
المشاركين عن مداولات المؤتمر، الذين كان من شأنهم أن يدعموا خصم أبو مازن وضمان خيارهم
من بعده.
إلا أن أبو مازن موجود
في نهاية طريقه، ويبدو أن هذا الطريق لم ينقذ الفلسطينيين من الطريق المسدود الذي
دخلوا فيه. وهنا يجب قول كلمة حق في أبو مازن وهي أنه، وعلى خلاف سابقه، لم يشجع
الإرهاب والعنف بل اختار الانتظار إلى أن يقوم شخص آخر، مثل أوباما، بفرض حل
للنزاع بما يُرضي الفلسطينيين. من هنا فإن التخوف الإسرائيلي من عدم الاستقرار في
السنوات القادمة، التي سيتركز فيها الصراع الملتهب على الوراثة، هو أمر مشكوك فيه.
فمحمد دحلان، الغزي، يتمتع بتأييد مصر، والسعودية والأردن، وهناك من يقول إسرائيل
أيضاً. وتوجد له قواعد تأييد في غزة كذلك. وحتى في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)
بدأ مؤيدوه بالاصطدام مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في عدد من مدن
الضفة.
لقد أعلن دحلان عشية
المؤتمر أنه لا ينوي دخول المنافسة، وأنه يدعم بالمطلق مروان البرغوثي، المسجون في
إسرائيل، بوصفه الزعيم القادم للشعب الفلسطيني، إلا أنه يُعِد رويداً رويداً لمؤتمر
مضاد سيُعقد في مصر يدفع باتجاه ترشيحه كوريث.
أما الوضع في حماس فهو
ليس بأفضل حال. فمن المقرر أن يتم في شهر نيسان / إبريل انتخاب زعيم جديد للحركة،
في ظل خالد مشعل، إلا أنه من المشكوك أيضاً إذ ما كان سينجح في تحسين العلاقات مع
مصر، التي تفرض حصاراً محكماً على القطاع، وأن يدفع باتجاه الاستقرار الاقتصادي
والأمني الذي يضمن استمرار حكم حماس في غزة.
وهكذا نجد أن
الفلسطينيين يمتنعون أيضاً عن اتخاذ القرارات الصعبة التي يتطلبها وضعهم، وهم لا ينجحون
في التوحد حول زعامة شرعية وفعالة والانتقال إلى طريق جديد، حتى وإن كان ذلك صعب الهضم على الجمهور الفلسطيني – ذلك أن كل تنازل، أو
حل وسط، عصي على الهضم.
وعلى هامش هذه الأقوال،
فإنه وعلى الرغم من كل ذلك، فقد سمعت أقوال هامة خلال المؤتمر من أبو مازن، والتي
جاء فيها أنه بفضل اتفاق أوسلو، الذي يوجد مَنْ يعارضه في الشعب الفلسطيني،
"عاد" إلى المناطق (الفلسطينية) حوالي 600 ألف فلسطيني. هذا التصريح
ينضم إلى ما قاله دحلان، الساعي للوارثة، منذ أيام الانتفاضة الثانية والتي قال
فيها إنه بفضل اتفاق أوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية ازداد عدد القتلى
الإسرائيليين من بضع قتلى خلال الانتفاضة الأولى إلى أكثر من ألف قتيل. وهذا بسبب العمليات
التي قام بها انتحاريون تم إرسالهم من قبل شبكات إرهابية عملت بدون أي إزعاج في
المدن الفلسطينية الخاضعة للسلطة. ومن المناسب لإسرائيل أن تولي هذين التصريحين
الاهتمام المطلوب.
ترجمة مرعي حطيني