صفقة الغواصات.. شكوك في قدرة الجيش الإسرائيلي على استيعابها
اليوم أيضاً توجد لدى الجيش الإسرائيلي نقاط تفوق هائلة في ما يتعلق بالتهديدات التي تواجهها دولة إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك فإن نتنياهو يقول، في أحاديث مغلقة، إن هذه الصفقات من الغواصات والسفن الحربية والطائرات المقاتلة من طراز F35 ستحول الجيش الإسرائيلي إلى الجيش الأقوى على مدى السنوات الثلاثين القادمة ضد أي تهديد محتمل.
-
الكاتب: نوعم أمير
-
المصدر: الميادين نت
- 17 تشرين ثاني 2016 12:33
هذه الصفقات من الغواصات والسفن الحربية والطائرات المقاتلة من طراز F35 ستحول الجيش الإسرائيلي إلى الجيش الأقوى
مبادرة رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو لرفد أسطول الغواصات التابع لسلاح البحرية بثلاث غواصات
جديدة، والتي ستكون وفق تقارير أجنبية ذات قدرات نووية، هي مبادرة مباركة بوسعها
أن تعاظم من قوة الجيش الإسرائيلي وتفوقه في الشرق الأوسط، وتحويل إسرائيل، وجيشها
بشكل عام، إلى الدولة الأهم في المنطقة.
واليوم
أيضاً توجد لدى الجيش الإسرائيلي نقاط تفوق هائلة في ما يتعلق بالتهديدات التي
تواجهها دولة إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك فإن نتنياهو يقول، في أحاديث مغلقة، إن
هذه الصفقات من الغواصات والسفن الحربية والطائرات المقاتلة من طراز F35
ستحول الجيش الإسرائيلي إلى الجيش الأقوى على مدى السنوات الثلاثين القادمة ضد أي
تهديد محتمل.
في مقابل
رغبة رئيس الحكومة يظهر تساؤلان هامان جداً. الأول هو: لماذا نُقْدِم على خطوة
كهذه على خلاف موقف منظومة الأمن والتي صرحت منذ وقت ليس ببعيد أنها لا تحتاج إلى
غواصات جديدة؟ وحسب ما كان قد نشره بن كسبيت في صحيفة "معاريف" فإن رئيس
هيئة الأركان، والجيش بشكل عام، لم يكونوا على إطلاع على الصفقة التي سارع نتنياهو
إلى التوقيع عليها. كما أن وزير الأمن في ذلك الحين موشيه (بوغي) يعالون لم يكن
جزءاً من القرار بالمرة (على الرغم من ادعاءات قيادة الأمن القومي)، وهذا بعد مضي
أقل من عام على استيعاب سلاح البحرية لغواصتين من الغواصات الأكثر تطوراً.
التساؤل
الثاني هو: هل باستطاعة سلاح البحرية أصلاً استيعاب ثلاث غواصات أخرى؟ والرد على
ذلك بشكل قاطع تماماً هو بـ "لا". فمن أجل ثلاث غواصات جديدة يجب أن
يكون هناك ميناء لاستيعابها وطاقم فني يقوم بصيانتها وحوض يستوعبها ومقاتلون
يدخلون إلى باطن هذه الغواصات ويخدمون فيها. والحديث هنا يدور عن قوة بملاك نوعي
وغير مسبوق من حيث الأرقام والتسليح، وعن مبالغ مالية طائلة السكوت هنا خير من
الحديث عنها. وكذلك الحال إلى ملحقات أخرى لها تأثيرات تطال الأمور التنظيمية بشكل
عام، إلا أن لها تأثيرات على صعيد الميزانية بشكل أساسي.
وفي نهاية المطاف، جميعهم – وزير الأمن ورئيس
هيئة الأركان وقائد سلاح البحرية – ليس بوسعهم أن يعارضوا، فالقرار هو بيد رئيس
الحكومة بمفرده. وإذا ما سار نتنياهو في هذا الموضوع إلى النهاية وتم شراء ثلاث
غواصات جديدة، فإنهم جميعاً سيضطرون للتساوق مع قراره حتى وإن لم يكن مريحاً،
وسيضطرون لجعله ممكناً.
ترجمة:
مرعي حطيني