إسرائيل تستعد لحربٍ ضد إيران في سوريا

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مُثقل. إنه ينظر إلى الواقع المتشكل ما وراء الحدود الشمالية وهو قلق جداً، خصوصاً من الوجود المتزايد لإيران في سوريا وقريباً جداً من الحدود.

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قلق من الوجود المتزايد لإيران في سوريا
في الأسبوع الماضي أرسل على عجل وفداً برئاسة رئيس الموساد يوسي كوهِن إلى اجتماع عمل في البيت الأبيض في صلبه مُعارَكة اتفاق الدول الكبرى لإنهاء النزاع في سوريا.

نتنياهو يدرك إنه اتفاق سيء لإسرائيل. قد يكون مريحاً للولايات المتحدة وروسيا، لكنه يضع أمن إسرائيل في خطرٍ حقيقي حيث إنه يقرّب عدواً مراً وقوياً من حدودنا – وحالياً فقط، إنه بعيد عنّا مادياً. 

في البيت الأبيض أنصتوا، اطّلعوا على المعلومات، وبعبارة لطيفة "زَحَطوا" أعضاء الوفد. الرئيس  الأميركي دونالد ترامب لديه ما يكفي من الأزمات فوق رأسه، وهو لا ينوي التعمّق في اتفاق في سوريا. بالنسبة إليه، تحقيق هدوء في هذا البلد المشرذم هو إنجاز سياسي ضخم، رغم تداعياته على الصديقة الأفضل في الشرق الأوسط (أي إسرائيل).

عندما أُغلق الباب الأميركي، نتنياهو يجرّب حظه مع الرئيس الروسي بوتين الذي سيلتقيه في هذا الأسبوع في سوتشي. شخصية أمنية رفيعة المستوى واحدة على الأقل سترافق نتنياهو وسيحاولان معاً التوضيح لماذا هذا الاتفاق سيء ليس لإسرائيل فقط بل للعالم الغربي بأسره. بوتين سيصغي، سيقرأ المواد الاستخبارية التي ستُعرض عليه، ومع كل هذا من المتوقع – بالفعل مثل ترامب – أن يُمضي الاتفاق بل ويقوده.

المحطة التالية لرئيس الحكومة ستكون في أواخر أيلول/ سبتمبر، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. الصحيح إلى الآن هو أن موضوع سوريا – إيران سيكون الموضوع الأساسي الذي سيتحدث عنه رئيس الحكومة بإنكليزيته المنمّقة من على منبر الجمعية.

لكن في القدس يفهمون أن فرصة نجاح هذا النضال ضعيفة. نتنياهو ورجاله يحاولون، يكافحون، لكن بالفعل مثلما وُقّع الاتفاق النووي مع إيران رغم أنف إسرائيل وغصباً عنها، هكذا هو أيضاً مستقبل الاتفاق في سوريا. صحيح أن السلطة تبدّلت في واشنطن، لكن المسلكية، على الأقل في هذا المجال، بقيت كما هي.