شركة إسرائيلية تختبر طائرات "إنتحارية" لصالح الجيش الآذربيجاني
وزارة الأمن الإسرائيلية تحقق بشبهات تفيد بأن ممثلين للشركة الإسرائيلية "ايروناوتيكس" تورطوا في محاولة لهجوم للجيش الاذربيجاني ضد نقطة للجيش الأرمني، بواسطة طائرات من دون طيار من إنتاج الشركة.
بدأ التحقيق في أعقاب شكوى تم التقدم بها إلى وزارة الامن وتفاصيلها وصلت إلى صحيفة "معاريف". ومنذ تلك الحادثة هناك أجواء عاصفة في الشركة وقد حصلت عدة مداولات في المسألة من قبل الإدارة.
و"ايروناوتيكس" هي شركة منتجة لوسائل عسكرية أهمها وسائل غير مأهولة وتحديداً الطائرات. ومنع العاملين في الشركة من التحدث مع وسائل الاعلام وحولوا أي طلب إلى إدارة الشركة.
ووفقاً للشكوى فإن الحادثة وقعت قبل أكثر من شهر. حيث وصل طاقم معزز من قبل الشركة إلى باكو عاصمة أذربيجان في إطار جهود الشركة لإنجاز عقد جديد لبيع طائرات من دون طيار "انتحارية" للجيش الاذربيجاني. وصل الطاقم من إسرائيل مع كل عتاده المطلوب ونفذ عدة نماذج لعمل الطائرة غير المأهولة التي تسمى k1. في الأصل هذه الطائرة هي طائرة مراقبة من طراز اوربيتر قامت الشركة بإجراء تعديلات عليها وحولتها إلى طائرة هجومية. هذا التعديل حولها إلى طائرة مسلحة بمواد متفجرة، يقوم طاقم على الأرض بتوجيهها لكي تتحطم على الهدف المطلوب.
وفي الشكوى قيل إنه وفي مرحلة معينة خلال التجارب طلب المستضيفين الاذربيجانيين من الضيوف الإسرائيليين إجراء تجربة مزدوجة لطائرتين وتوجيههما نحو نقطة مأهولة للجيش الأرمني.
قوات الامن الأذربيجانية طلبت نموذج حي لعمل الطائرات غير المأهولة، وخططت كما تم الادعاء في الشكوى التي وصلت إلى وزارة الامن، خططت لتصوير التجربة وبثها عبر أحد محطات التلفزة في الدولة بهدف عرض "مفخرة قومية" وقدرات عسكرية.
كبار أعضاء الوفد لشركة "ايروناوتيكس" استجابوا لطلب المستضيفين، لكنهم اصطدموا بمعارضة شديدة من قبل مشغلين اثنين (إسرائيليين)، حيث ادعيا أنهما يرفضان أن يكونا مشاركين في هذه التجربة الحية والتي يمكن أن تسبب خسائر بشرية للجيش الأرمني.
وتمنع إسرائيل شركاتها أن تكون جزءاً مباشراً أو غير مباشر في حروب ونزاعات بين متخاصمين، إلا إذا حصلت على تصريح واضح بذلك، والتصريح أمر نادر. وفي هذه الحادثة لم يعط تصريح خاصة أن أرمينا لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وهي لا تعتبر دولة معادية.
مسؤولون كباراً في الوفد كانوا متواجدين في المكان حاولوا على ما يبدو إقناع المشغلين لتغيير رأيهما، وهددوا بمعاقبتهما وأوضحوا لهما ان رفضهما تنفيذ التعليمات سيمس بفرص الشركة الفوز بالعقد. لكن الاثنين أصرا على الرفض. وفي النهاية كما تم الادعاء، أضطر كبار المسؤولين في الشركة إلى تسليح وإقلاع الطائرتين المأهولتين الانتحاريتين بأنفسهم. وكما يبدو بسبب عدم خبرتهم في تشغيل طائرات غير مأهولة أخطأت الطائرتين هدفهما وبنهاية الامر لم يسفر الهجوم عن خسائر بشرية أو أضرار. وفي أعقاب الحادثة استقال أحد المشغلين من عمله فيما الثاني في طريقه إلى ترك الشركة.
المتحدثة باسم الشركة نفت ما ورد بالشركة وادعت في ردها ان الشركة تسوق منتجاتها الى زبائنها في حوالي 50 دولة وفقا لتصاريح من قسم الرقابة على المنتجات العسكرية في وزارة الامن. تشغيل الطائرات يتم فقط على يد الشركة فقط وعلى مسؤوليته والشركة لم تقم ابدا بتنفيذ تجارب حية وهذا ما حصل أيضا في هذه الحاثة".