إسرائيل اليوم: من حسن الحظ أن الجيش الإسرائيلي يتغير
يوسي بيلين يعتبر في صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه رغم ازدياد عدد المتدينين في صفوف الجيش الاسرائيلي إلا أنه يجب الحفاظ، برأيه، على تفوق القرار العسكري على قرار وفتوى الحاخام.
-
الكاتب: يوسي بيلين
-
المصدر: صحيفة إسرائيل اليوم
- 22 اب 2016 17:43
يوسي بيلين: الجيش وقادته العلمانيون والمؤمنون يحاولون ضمان انتصار الأمر العسكري.
"الجيش الاسرائيلي
يتغير"، هذا ما كتبته بأسف سمدار بت أدام في هذه الصحيفة أمس. إنها تطرح
الفرضية بأن هذا التغيير يتم حين يصل الى صفوفه واضعي "القبعات"
و"المؤمنين" الذين يستبدلون الى درجة كبيرة أبناء الكيبوتسات. التغيير،
كما تفهمه سمدار، ينبع من تصريحات رئيس الاركان وقادة آخرين في الجيش ضد مباديء
مثل "من يقوم لقتلك، سارع الى قتله" و"العين بالعين".
أولا، من المفروض أن يتغير الجيش طوال الوقت حسب تغيير المعايير والقيم في المجتمع
الاسرائيلي. (مع التشديد على الصراع ضد التحرش الجنسي وحتى اعطاء مكان واسع أكثر
لتدخل الوالدين في خدمة أبنائهم وبناتهم).
من الجيد أنه يتغير ومن الجيد أن رئيس هيئة الاركان غادي
آيزنكوت وجنرالات آخرين لا يخشون من قول أمور ليس لها شعبية، حول ما يتعلق بمعايير
السلوك التي يجب أن يلتزم بها الجنود.
إلا أن التغيير لا ينبع من حقيقة وجود عدد أكبر من معتمري
القبعات في اوساط ضباط الجيش، بل لأنه يوجد بين الضباط والكثير من الجنود الذين يفضلون
الحصول على الاستشارة من الحاخامات. وبالنسبة لهم فان فتوى الحاخام تلغي الامر
العسكري. وهذا ما يتجاهله المقال كليا. الجيش وقادته العلمانيون والمؤمنون يحاولون
ضمان انتصار الأمر العسكري. وهم يجدون أنفسهم في وضع جديد في السنوات الاخيرة، وضع
فيه علامة سؤال كبيرة حول ما كان في السابق أمرا مفروغا منه.
إن
مبدأ الانتقام لم يكن أبدا جزءًا من موقف الجيش وقناعاته. وقد استبدل التلمود مبدأ
"العين بالعين" بـ "كلفة العين بالعين".
أما الوحدة 101، التي أقيمت لبضعة اشهر فقط، والقصص حولها
أكبر من فعلها، فقد ولدت على خلفية العمليات التخريبية للمتسللين، وحتى لو أعطت
للحظة الشعور بالفخر لكثير من الاسرائيليين، فقد ألحقت الضرر بالعرب الأبرياء من
قبل جماعة قامت بالتنفيس عن نفسها وسمحت لنفسها بالعمل بشكل فظيع. ولم تثبت
اعمالها الانتقامية نفسها من الناحية العسكرية. الانتقام بطبيعته هو دائما أم
الانتقام التالي، وهذه دائرة لا تنتهي.
وفي ما
يتعلق بـ "من يقوم لقتلك"، من الواضح أنه من يأتي لقتلك، فأنت ملزم
بالدفاع عن نفسك. واذا لم تكن لديك الأداة لاسكاته فان قتله هو دفاع عن النفس.
ولكن الحديث يدور عن مبدأ وضع في الوقت الذي كانت فيه العقوبات محدودة جدا.
ودخل الى معايير عقوبة الموت ايضا من كان إبنا عاقا أو يخل
بحرمة السبت أو يشتم والديه وما أشبه. أما الآن فان هذا عقاب تستخدمه الدول غير
الديمقراطية (نعم أنا أتذكر اليابان وعدد من ولايات الولايات المتحدة التي لم تقم
بالغائه بعد). إن من يعتقد أنه يستطيع استخدام هذا القول في العالم الذي يوجد فيه
قانون دولي وقانون وطني وقانون عسكري، يدعو عمليا الى ضعضعة الأسس التي يقوم عليها
جيش الدفاع الاسرائيلي.