حرب أثمان

ما نُشر أمس في "يديعوت" وبموافقة الرقابة، كان عملياً مصادقة رسمية للموقف الإسرائيلي من المفاوضات في الوضع الحالي، في مرحلة الدعوة للجلوس إلى طاولة المفاوضات. في إسرائيل يلمحون إلى أنه من السابق لأوانه الاختلاف الآن، وأنه فليتم الوصول إلى طاولة المفاوضات وبعدها يتم استخدام روافع الضغط. في الجانب الإسرائيلي غير مستعدين لدفع أثمان مقابل الدخول إلى المفاوضات أو مقابل علامات حياة من الأسرى.

الجناح العسكري لحماس يتبع تكتيكاً لا يعترف بموجبه أن لديه أسرى إسرائيليين
الجناح العسكري لحماس معني فقط بالأسرى المعتقلين في إسرائيل. عائلات الجنود الإسرائيليين يفهمون قضية الأسرى، ولذلك يطالبون بالضغط على حماس وجعل ظروف الأسرى الأمنيين المعتقلين في إسرائيل أكثر سوءاً. العائلات تدرك أيضاً أن المجتمع الإسرائيلي لن يكون مستعداً لدفع أثمان صفقة شاليط، ومع ذلك تريد رؤية تقدم، وهذا ما ليس حاصلاً الآن.
ما نُشر أمس في "يديعوت" وبموافقة الرقابة، كان عملياً مصادقة رسمية للموقف الإسرائيلي من المفاوضات في الوضع الحالي، في مرحلة الدعوة للجلوس إلى طاولة المفاوضات. في إسرائيل يلمحون إلى أنه من السابق لأوانه الاختلاف الآن، وأنه فليتم الوصول إلى طاولة المفاوضات وبعدها يتم استخدام روافع الضغط. في الجانب الإسرائيلي غير مستعدين لدفع أثمان مقابل الدخول إلى المفاوضات أو مقابل علامات حياة من الأسرى. 
النشر العلني أمس خرق الصمت، وهذا كان هدف من بادر إليه. الاتصالات مع حماس تحتاج إلى إنعاش وإلى تحديد رسمي لخطوط التنازل الإسرائيلي. الخطوط الحمراء التي أُوضحت للجمهور ستقيد أصحاب القرارات، وهذا ما سيفهمه الطرف الثاني أيضاً.
من جهته، الجناح العسكري لحماس يتبع تكتيكاً في المفاوضات لا يعترف بموجبه أن لديه أسرى إسرائيليين، ولا يوفر معلومات عن وضع الجثث التي لديهم، وفي المقابل يحاولون استنزاف إسرائيل، ويمددون قدر الإمكان مدة المفاوضات رغبة منهم في رفع الثمن. فالمسؤول في حماس، يحيى سنوار، لا مشكلة لديه في استنزاف إسرائيل إلى أن يحصل على مطلبه- صفقة شاليط 2. 
في العلن، إسرائيل لا توافق على شروط حماس لبدء المفاوضات بأن تفرج عن خمسين أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية من صفقة شاليط أُعيد اعتقالهم، وتقترح إسرائيل بديلاً على شاكلة الموافقة على التخفيف من ظروف الاعتقال للأسرى الأمنيين. بالنسبة لإسرائيل، خط النهاية الممكن للمفاوضات مع حماس يتوقف عند إعادة 20 جثماناً، وإطلاق 20 معتقلاً من مقاتلي حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ الجرف الصلب مقابل جثتي الجنديين الإسرائيليين ومواطنين اسرائيليين اثنين لدى حماس. وهذا ثمن معقول طبعاً ما لم ينفجر بضغط العائلات.