قلق إسرائيلي من توطيد العلاقات على المحور الروسي-التركي- الإيراني
مصادر مطلعة في القدس تقول إن سلسلة اللقاءات المكثفة بين روسيا، إيران، وتركيا، تهدف إلى الإسراع بصياغة اتفاق بين الدول الثلاث حول صورة سوريا. وحسب المصادر فإن هذه الخطوة تثير قلقاً كبيراً لدى إسرائيل، لأنه لا شك أن هذا المسار سيسبب الضرر للمصالح الإسرائيلية على الحلبة السورية عشية الاتفاق الدائم.

القدس تتخوف من نتائج التوطيد الحثيث لمحور روسيا – إيران وتركيا. ففي أنطاليا التركية، جرى أمس الأحد لقاء ثلاثي بين وزراء الخارجية الروسي والإيراني والتركي. وكان هذا اللقاء مفاجئاً، إذ لم يسبق لأي من الأطراف المشاركة فيه الإعلان عنه. ومن المتوقع عقد لقاء ثلاثي آخر، لرؤساء أركان الدول الثلاث، اليوم أو غداً، وسيتم خلاله التحضير لقمة رؤساء الدول الثلاث: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني – المتوقع عقدها يوم الأربعاء القريب، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر في سوتشي. وتيرة عقد هذه اللقاءات غير مسبوقة، وهدفها، كما يبدو، توفير رد للخطوات السعودية ضد إيران وحزب الله، بدعم أميركي وإسرائيلي.
لقد قالت مصادر مطلعة في القدس إن سلسلة اللقاءات المكثفة هذه، تهدف إلى الإسراع بصياغة اتفاق بين الدول الثلاث حول صورة سوريا في اليوم التالي للاتفاق الدائم. وحسب المصادر فإن هذه الخطوة تثير قلقاً كبيراً لدى إسرائيل، لأنه لا شك أن هذا المسار سيسبب الضرر للمصالح الإسرائيلية على الحلبة السورية عشية الاتفاق الدائم.
وتخشى إسرائيل من أن يؤدي توطيد هذا المحور إلى تعزيز وجود إيران في سوريا والسماح بترسيخ المصالح الإيرانية فيها، خاصة في ضوء الاتفاق الروسي -الأميركي الأخير بشأن القضية السورية. هذا الاتفاق ينهي فعليا الوجود الأميركي في المنطقة ويخفف بشكل كبير من الوجود الروسي على الأرض السورية. وتخشى إسرائيل دخول الإيرانيين إلى هذا الفراغ - بدعم روسي – من أجل الحفاظ على نظام الأسد. بل يعتقد الغرب، أيضاً، أن الرئيس بوتين سيعلن فعلاً عن سحب معظم القوات الروسية من سورية في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، خلال مؤتمر كبار القادة الروس الذي يرأسه.
لقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، بعد اجتماع الوزراء، أن الثلاثة ناقشوا شروط الحد من العنف في ما يسمى "المنطقة الخامسة" في سوريا. وهذا يعني أن الروس والأتراك والإيرانيين توصلوا إلى تفاهمات حول النفوذ التركي في شمال سوريا، في منطقة إدلب - عرفان، القريبة من الحدود مع تركيا. والمقصود اتفاق مصالحة إقليمي يضر بمصالح الأكراد السوريين الذين يسيطرون على أجزاء من هذه المنطقة. لقد هدف التحالف التركي مع الروس إلى التخريب على السياسة الأميركية التي تدعم مصالح الأكراد السوريين في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، زاد الروس من قصف معقل داعش الأخير في سوريا - أبو كمال. وأعلن الروس أن القاذفات الاستراتيجية مرت في الأجواء الإيرانية، وهذا دليل آخر على توثيق التعاون.
وكجزء من ضلوعهم في سوريا، دعا الروس أيضاً نحو 1000 من زعماء القبائل السورية إلى مؤتمر في سوتشي، بهدف دمجهم في حوار حول المصالحة الوطنية وكتابة الدستور السوري الجديد. هؤلاء هم رؤساء القبائل المسلحة، الذين يعيشون في أجزاء مختلفة من سورية ولديهم ميليشيات مسلحة؛ بعضها قاتل ضد نظام الأسد. ويحاول الروس الآن تحقيق جلبهم المصالحة بينهم وبين النظام لكي يتقبلوا حكم الأسد.