لماذا أرسل أبو مازن مقرّباً منه لمقابلة نصر الله؟

موقع "المصدر" الإسرائيلي يقول إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أرسل أحد المقرّبين إليه للقاء أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وذلك بعد الخلاف الأخير مع الإدارة الأميركية على خلفية قضية القدس.

لا تنظر جهات في إسرائيل نظرة إيجابية إلى أعمال الأحمد

يبدو أن أبو مازن يائسٌ حقاً، لهذا وافق على العمل بشكل استثنائي ضد الإجماع العربي، مرسلاً الزعيم الأكثر قربا منه، عزّام الأحمد، للالتقاء مع حسن نصر الله في بيروت، في الوقت الذي يتعرّض فيه النظام الإيراني لانتقادات داخلية لدعمه حزب الله، وبينما يشنّ السعوديون حملة دبلوماسية صعبة ضد التنظيم.

وقال الأحمد لمحطة إذاعة مونت كارلو إن اللقاء عُقِد بناء على طلب نصر الله، وهو لا يعني دعم حزب الله، بل دعم حزب الله لنضال الفلسطينيين السلمي (وهذا القول غريب لأنه من المعروف أن نصر الله يدعم المقاومة المسلّحة، وحتى أنه ناشد دعمها في المقابلة قبل عدة أيام مع قناة المدينة).

ليست هناك طريقة أخرى لتفسير خطوة أبو مازن سوى محاولة إثارة غضب السعوديين الذين لم يقفوا، حسب رأيه، إلى جانبه ضد قرار ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وهذه رسالة حادة أيضا موجهة إلى الولايات المتحدة التي تخطط لخفض المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية بشكل كبير نظرا لدعمها المتواصل لأسر الإرهابيين، وردود فعل عباس الدراماتيكية على إعلان ترامب.

وبالمناسبة، إذا لم يكن كل ذلك كافياً، فقد نعت الأحمد نائب الرئيس الأميركي، مايك بينس، قائلا: "بينس ليس عدواً للفلسطينيين فحسب، بل عدواً للأمة العربية والإسلامية أيضا"، ولا شكّ أن هذه التصريحات لن تساعد الفلسطينيين في واشنطن.

لا تنظر جهات في إسرائيل نظرة إيجابية إلى أعمال الأحمد، وهي توضح أن هذه التصرفات نابعة من اليأس، وتقول إن نصر الله يستخدم أبو مازن ليثبت أنه راعي القضية الفلسطينية.

على أية حال، تشير التقديرات إلى أنه إذا خضنا فترة متوترة وحساسة جدا بشأن القضية الفلسطينية، سيليها بدء انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية، عندها ستواصل مكانة أبو مازن خضوعها للاختبار.