ترامب والسعوديون في محادثات نووية
وسط كلام سعودي عن رغبة بتطوير قنبلة نووية في حال إقدام إيران على ذلك، مباحثات في واشنطن تبدأ بهذا الخصوص وسط ضبابية في الموقف الأميركي ورفض إسرائيلي.
من كان يجلس بجوار الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مأدبة غداء الثلاثاء مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان؟ ليس مستشاره للأمن القومي، ولا وزير دفاعه، ولا كبير دبلوماسييه، بل ريك بيري، وزير الطاقة الأميركي، الذي أجرى محادثات طازجة في لندن حول طموحات المملكة لبرنامج نووي قوي.
حتى الآن، التزمت إدارة ترامب الصمت حيال رغبة الرياض في إقامة بنية تحتية نووية محلية، ورفضت تحديد وجهات نظر الرئيس حول تطويرها المحتمل للأسلحة النووية. لكن أثناء زيارتهم إلى واشنطن هذا الأسبوع، كان السعوديون أقلّ خجلاً.
الأمير [بن سلمان] قال في مقابلة إن "السعودية لا تريد الحصول على أية قنبلة نووية، ولكن من دون شك، إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن".
استخدم وزير خارجيته عادل الجبير نفس اللغة بعد أيام.
ويقول مسؤولو البيت الأبيض إن البرنامج النووي الإيراني، الذي يحكمه اتفاق يُنظر إليه على نطاق واسع في المنطقة على أنه معيوب، يتصدّر جدول أعمال اجتماعات ترامب مع بن سلمان. لكنَّ وصف يوم اجتماعاتهم لم يُشِر إلى أي نقاش حول الطاقة.
الآن هم يعترفون بأن تلك المحادثات شملت مناقشات حاسمة حول التطلعات النووية السعودية، والآثار التي لا يمكن فصلها عن الاتفاق مع إيران على الانتشار النووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط الكبير.
ورداً على سؤال ما إذا كانت المحادثات التي ضمّت بيري ركّزت على البرنامج النووي السعودي، قال أحد ممثلي مجلس الأمن القومي "إننا نواصل التعاون مع شركائنا السعوديين في خططهم الخاصة ببرنامج نووي مدني وإمدادات أميركية محتملة للمعدّات والمواد النووية". ورفض المسؤول التعليق على تهديد الأمير ببناء أسلحة نووية.
الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت ستسمح للرياض بتخصيب اليورانيوم الخاص بها محلياً باستخدام معدّات أميركية الصنع، في مقابل السماح لشركات الطاقة في الولايات المتحدة ببناء وتشغيل مفاعلات نووية في المملكة.
الموضوع هو قانون الولايات المتحدة للطاقة الذرية الذي يطلب من الدول التي تقبل وتدير المواد والمعدات النووية الأميركية أن تتعهّد بعدم استخدام تلك الموارد في صنع قنابل نووية.
أياً يكن، الرياض غير مستعدّة للتعهّد بهذا الالتزام، كما يتّضح من التعليقات التي أدلى بها بن سلمان والجبير للصحافة الأميركية أثناء وجودهما في واشنطن هذا الأسبوع.
قبل أسبوعين فقط خلال زيارته لواشنطن، أثار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مخاوف بشأن البرنامج [النووي] السعودي وناشد ترامب، وكذلك قيادة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، عدم إجازة بيع مفاعل نووي [للسعودية]، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين.
على ضوء الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، قالت الرياض إنها تسعى كي تصبح قوة نووية "مكتفية ذاتياً"، تشغل حتى 17 محطة نووية.
وقال القادة السعوديون إنهم يسعون إلى مضاهاة كل ما استطاع الإيرانيون تحقيقه من خلال الاتفاق النووي الذي يمنحهم الحق في تخصيب اليورانيوم محليا - بدرجة أقلّ ممّا هو لازم لإنتاج رؤوس نووية، ولكن بكمّيات كبيرة وعلى نطاق صناعي.