في الحرب المقبلة مع حزب الله، ينبغي على إسرائيل أن تنظر إلى حرب عام 1967
سوف تضمن الحرب الاستباقية فقط أن تتحكم اسرائيل بشكل أفضل في وتيرة الحرب، بينما تسمح لقواتها الجوية أيضاً بتدمير المزيد من الصواريخ والقذائف ذات الدقة العالية والأكثر دقة الموجهة قبل أن تتاح لها فرصة إطلاقها، لدى إسرائيل أفضل حلفائها في إدارة ترامب المتبنين لهكذا عمل.
في عام 1967، قامت إسرائيل بأكثر من تصرّف استباقي للفوز بحرب الأيام الستة، لقد عزّزت الحرب الخاطفة، وضمنت أنها أرعبت أعداءها وزادت الأراضي التي تسيطر عليها، ثم استهدفت فقط معاقل العدو الأقوى - عندما كانت معزولة وضعيفة، إسرائيل تحتاج إلى خوض حرب كهذه مرة أخرى إذا أرادت أن تكون منتصرة في حربها المقبلة مع حزب الله.
في كل عام تقريباً في فصل الربيع تبدأ أحاديث الساعة، ففي الصيف يدعي الخبراء أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله سوف تبدأ من جديد، هذا العام لا يختلف عن السابق، باستثناء أن تواجد حزب الله في سوريا ينحسر، والإمكانات العسكرية الإيرانية موجودة على حدود إسرائيل، والتوترات والتحضيرات والتحذيرات في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
بعبارة أخرى، بالورقة والقلم، حان وقت الحرب، لقد حدث الكثير منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، وفي حين أن كلاً من الطرفين أصبح أقوى وأذكى، فقد تغيّر كل منهما وتزايدت المخاطر على كلا الجانبين.
لدى حزب الله اليوم وفرة من الأسلحة المتطورة من إيران وسوريا والصين وروسيا، وكما هو موضح في وسائل الإعلام، فإن حزب الله لديه صواريخ أكثر من جميع دول الناتو تقريباً، لديه تعاون وتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية (المدعومة من الولايات المتحدة) وكذلك الحكومة اللبنانية، ولديه حكومة في سوريا تدين لها بوجودها وتغمرها بـ "مستشاري" الحرس الثوري الإيراني القريبين من حدود إسرائيل، ولديه الطائرات بدون طيار والصواريخ قادرة على استهداف المدن والسفن والطائرات على حد سواء، إضافة إلى أن سنوات الخبرة التي اكتسبها حزب الله في قتال القوات التي تدعمها الولايات المتحدة مثل الأكراد، فضلا عن الجماعات المعارضة، وإسرائيل هي وحدها العدو اللدود لحزب الله.
فهم قيمة الدعاية، في أي صراع مستقبلي سيشهد محاولة حزب الله للمرة الأولى السيطرة على بلدة أو قرية إسرائيلية، حتى ولو بشكل مؤقت، وقد تنجح بشكل جيد في القيام بذلك (مؤقتًا)، إذا كانت قادرة على اختيار بداية الحرب، وسوف ترسل عشرات الآلاف من الصواريخ على إسرائيل في الأيام الأولى من الحرب، وضرب كل المراكز السكانية الإسرائيلية الرئيسية.
وستسعى أيضا لاستهداف المواقع الاسرائيلية الاستراتيجية مثل مطار بن غوريون (والطائرات الإسرائيلية)، منصات النفط والغاز في البر والبحر، ومحطات الطاقة والمياه، ومقر القيادة العسكرية للجيش الإسرائيلي في قلب تل أبيب والمصانع الكيماوية في حيفا، والموقع النووي الرئيسي لإسرائيل في ديمونا، ناهيك عن المواقع الإسرائيلية واليهودية في الخارج، كما سيستفيد الحزب من الأنفاق التي يمتلكها منذ عقود مع خبرته الكبيرة فيها، قريباً سوف تكون كل اسرائيل في خطر، هذه إجراءات حزب الله المتوقعة، ومع ذلك، سيكون لها عواقب على لبنان.
في أي صراع مستقبلي، ستحاول إسرائيل استهداف البنية التحتية اللبنانية وعقاب كل من يدعم حزب الله ويسمح لنفسه بأن يستخدم كغطاء من قبل حزب الله وإيران، وسيؤدي ذلك إلى تدمير البنية التحتية الحكومية والعسكرية والتجارية والعسكرية على نطاق لم يشهده لبنان في أي وقت منذ ان وجدت.
ستتعرّض حوالي 200 قرية وقد تتضاعف، تستخدم كقواعد عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان لأضرار بالغة، ومن المرجّح أن تستهدف كذلك أجزاء من سوريا، الأمر الذي قد يجلب قوات الأسد السورية المتبقية إلى المعركة، حيث يمتلك حزب الله وإيران موارد كبيرة قادرة على استهداف إسرائيل في ذلك البلد.
ستبدأ إسرائيل أي صراع جديد بالدعم المفتوح من إدارة ترامب بالإضافة إلى الدعم الضمني لمعظم العالم العربي السنّي، الذي يتوق إلى رؤية الهلال الشيعي المدعوم من إيران ضعيفاً ونزفاً، ولكن سيكون للولايات المتحدة نصيبها من غضب الجماهير في العالم، وهو ما يعني أن المزيد سيخرج ضد إسرائيل على وجه التحديد كنتيجة لدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل، فحزب الله يعوّل على المجتمع الدولي (والإعلام) للقفز عن الجنون الاسرائيلي.
بالنظر إلى أعداء اسرائيل وأساليبهم، وحتى يُنظر إلى إسرائيل على أنها المنتصر - وخاصة من قبل سكانها المحليين - فإنها ستحتاج إلى القيام بأكثر مما فعلت في المواجهات السابقة في كل من لبنان وغزة، هذا الامر لا يحتاج فقط إلى النجاح العسكري، بل قهر مساحات شاسعة من الأراضي اللبنانية لخلق تصور واضح للنصر النفسي والاستراتيجي.
على عكس حرب لبنان الثانية، فإن هذا يعني أن إسرائيل يجب أن تذهب إلى أقصى درجة ممكنة، في حين أنها يمكن أن تسيطر على خطوط الإمداد للحفاظ عليها، لا يجب على الجيش الإسرائيلي أن يتورط في محاولاته للاستيلاء على القرى الفردية في الجنوب اللبناني التي تعاني من مقاومة حزب الله، يجب أن تتبع استراتيجية الحرب الخاطفة التي استخدمتها بنجاح في عام 1967.
العمليات الاستباقية هي مفتاح النجاح، ولا شيء يسهل على أي دولة ديمقراطية توظيف ذلك ستحتاج إسرائيل إلى خلق حجة للحرب، هذا شيء لا ينبغي أن يكون من الصعب العثور عليه، لقد كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متخوّفاً من الحروب، لكنَّ متاعبه السياسية الحالية تجعله أكثر قدرة على محاربة هذا الصراع المحتوم على أفضل الشروط الإسرائيلية.
سوف تضمن الحرب الاستباقية فقط أن تتحكم اسرائيل بشكل أفضل في وتيرة الحرب، بينما تسمح لقواتها الجوية أيضاً بتدمير المزيد من الصواريخ والقذائف ذات الدقة العالية والأكثر دقة الموجهة قبل أن تتاح لها فرصة إطلاقها، لدى إسرائيل أفضل حلفائها في إدارة ترامب المتبنين لهكذا عمل.
وعلى إسرائيل أيضا تجنب خلق أهداف غير واقعية لا يمكن أن تضمنها، والتي لا تتغذى إلا على سرد أعدائها، مطالبات تدمير حزب الله "مرة واحدة وإلى الأبد" امر سليم وجيد، ولكن يضعف الموقف الإسرائيلي عندما يقال، والضغوط المحلية والدولية على إسرائيل والتي تقول مسبقاً إنه من الصعب الوصول إلى هذا الهدف الصعب، ومن الأفضل أن تظل هادئة وأن تأخذ الثناء فقط عندما يتحقق شيء ملموس على الأرض.
الختام في الوقت الذي أعلنت فيه كل من اسرائيل وحزب الله أنهما غير مهتمتين بالحرب في هذا الوقت، فإن الحرب المقبلة ستأتي في القريب العاجل، وعندما تقع، على إسرائيل أن تذكر جيداً دروس حرب الأيام الستة وليس فقط حرب لبنان الثانية.
ترجمة: رامي أبو زبيدة عن يديعوت أحرونوت