إسرائيل: الانتخابات اللبنانية تعزز قبضة حزب الله

حزب الله، بمقاتليه المسلحين وقيادته المصطفة مع إيران، توجه أمس الأحد إلى مراكز الاقتراع اللبنانية. أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لا يزال يقود الحزب. لقد ناقش اللبنانيون ما إذا كانت الانتخابات ستأتي إلى السلطة بوجوه جديدة أو أصغر، أو ببساطة تكون مجرد ختمٍ آخر للسياسات الطائفية القديمة التي كانت تدير البلاد منذ قرن تقريباً.

نجاح المقاومة في الانتخابات التشريعية يضع الولايات المتحدة وداعمي لبنان الآخرين في مأزق

نصر الله ينظر لحزب الله كقوة عالمية. في شهر أذار/ مارس الماضي، أجرى مقابلة مع موقع "فردا نيوز" الإيراني، قال فيها إن حركته "ولدت مع الثورة الإسلامية في إيران وأكسبتنا وجودنا وحياتنا مع الثورة الإسلامية".

في السنوات الأخيرة، أرسل حزب الله الآلاف من مقاتليه للتدخل في الحرب الأهلية السورية. كما أنشأ علاقات مع "المتمردين الحوثيين" في اليمن ومع "الميليشيات الشيعية" في العراق. واستضاف "زعماء ميليشيا شيعية" من العراق في جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل.

المغرب طرد مؤخراً السفير الإيراني، متهماً حزب الله بشحن أسلحة للمتمردين في الصحراء الغربية.

ومع ذلك، فإن حزب الله يدّعي أنه يشكل "مدافعاً" عن لبنان كذريعة للاحتفاظ بترسانته الضخمة من الأسلحة في لبنان. إنه يخوض الانتخابات وكأنه مجرد حزب سياسي عادي، وليس دولة مسلّحة مدعومة من إيران داخل الدولة. وعلى الرغم من قوته الهائلة، إلا أن حزب الله لديه 12 مقعداً فقط من أصل 128 مقعداً في البرلمان. ويأمل في زيادة هذا العدد في هذه الانتخابات.

التقارير من لبنان مختلطة حول إمكانية نجاح حزب الله. لقد تعب العديد من الشباب من الصراع. إنهم يريدون وجوهاً جديدة. لكن الطبيعة الطائفية للبنية السياسية، التي يسير فيها المسيحيون والسنة والشيعة والدروز جميعاً نحو مقاعد محجوزة، تجعل من الصعب على أي طرف أن يتخطى اللعبة السياسية.

المشكلة هي أن هذه الانتخابات هي الأولى منذ 9 سنوات. مهما حصل، سيحصل حزب الله على بعض المقاعد، وبهذا سيحصل على ختم آخر للمصادقة على الطريقة التي يستخدم بها سياسة البندقية للحفاظ على دوره في المجتمع اللبناني.

هذا يضع الولايات المتحدة وداعمي لبنان الآخرين في مأزق. كلما زاد دعمهم للدولة اللبنانية، زادت منافع حزب الله. أيّ محاولة لانتزاع لبنان من نفوذ حزب الله تخاطر بنزاع يقوّض الأمن اللبناني. حزب الله يفهم هذا جيداً، وقد استغل السنوات التسع الأخيرة لزيادة نفوذه، وزيادة تخندقه في البلد وأخذه رهينة لسياساته.