إذا حُشرت إيران في الزاوية، الإسرائيليون سيدفعون الثمن

لا أحد يسأل نفسه إن كان سلوك الإدارة الأميركية فعلاً لصالح إسرائيل، وسط تصعيد واضح مع إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني.

من يريد قانون القومية يمكنه أن يشعر أن بولتون وترامب يدعمانه

من وجهة نظري، عالم ترامب وبولتون يبدو مخيفاً وخطيراً. بولتون، "عاشق إسرائيل"، يعيش بسلامٍ مع المستوطنات، وسينظر بعين الرضا إلى ضم المناطق [الفلسطينية المحتلة]، وحقوق الفلسطينيين لا تهمّه – إنه لا يدعم إسرائيل من أجلي. من يريد قانون القومية، وفقرة التغلّب [على المحكمة العليا]، والضم الزاحف [للأراضي الفلسطينية المحتلة]، يمكنه أن يشعر أن بولتون وترامب يدعمانه.

خطوة ترامب ضد إيران هي خطوة عاطفية. ليس فيها أي رؤية شاملة سوى مطمح تشويه تراث أوباما. نتنياهو يهلّل، والرأي العام يحتفل، لكن لا أحد يجرؤ على سؤال نفسه: هل أن قرار ترامب جيّد لإسرائيل فعلاً؟

وهنا، أرى اللغم الكبير الذي زُرع في أرضنا. ترامب ونتنياهو هما دعاة سياسة القوة والإخضاع. إنه القاسم المشترك الذي يجمعهما مع خطوات انتهت دائماً بفشل. إذا حُشرت إيران في الزاوية، الثمن سيدفعه الإسرائيليون، بمن فيهم الذين يزغردون لإمكانية حرب.

نتنياهو، بخلاف ترامب، ربّما يكون قادراً على أخذ اعتبارات موضوعية بعين الاعتبار، لكنّه أسير بيد صقوريين متدينين وعلمانيين وبيد وزير أمن يفتقد لاتزانٍ حقيقي. النشوة التي أُصبنا بها مؤخراً تذكّر بالنشوة الخطيرة بعد حرب 1967. بخلاف تصريحات اليمين، نحن لسنا قوة عظمى. نحن شعب صغير يملك جيشاً قوياً وأرضاً مكشوفة.

صحيح أن علينا كبح العدوان الإيراني في سوريا، لكن من أجل هذا نحن بحاجة لحلفٍ دولي واسع، تُحلُّ فيه القضية الفلسطينية أيضاً. كل سبيل آخر سيكون مرصوفاً بعوائق ومخاطر.