الردع انتهى
قبل أسبوعٍ بالضبط من الذكرى الرابعة لعملية "الجرف الصلب"، يمكن القول بثقة إن حماس نجحت في قلب المعادلة ضد (إسرائيل) - ليس فقط في التصريحات وإنما أيضاً بالأعمال.
الردع القوي الذي حققه الجيش الإسرائيلي في أعقاب عملية الجرف الصلب صمد 3 سنوات و10 أشهر. خلال الشهرين الماضيين كانت حماس هي التي تضع القواعد على الأرض. إنها تهدد وتنفّذ أيضاً – و(إسرائيل) تضطر للانجرار خلفها.
قبل أسبوع، بعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا لإرهاب الطائرات الورقية، أعلنت حماس عن معادلة جديدة، بحسبها القصف سيُرد عليه بقصف وردّت بصلية صواريخ نحو فلسطين المحتلة. في (إسرائيل) وعدوا بأن هذه المعادلة لن تتحقق وأن الرد سيكون شديداً – لكن طبعاً، ردٌّ كهذا لم يأتِ.
وهكذا انتقلت المبادرة إلى حماس، التي تشدّ الحبل في مواجهة (إسرائيل)، وتواصل إطلاق الطائرات الورقية التي تحرق آلاف الدونمات في غلاف غزة، وفي محاولات التسلل على السياج الحدودي. في الثلاثاء ليلاً، عندما رد الجيش الإسرائيلي بطريقة سوبر-خفيفة، كانت حماس هي التي رسمت حدود القطاع. وما الذي حدث ليلة الأربعاء؟ الجيش الإسرائيلي أطلق النار على سيارة فارغة لناشط في مجموعة إطلاق الطائرات الورقية دون التسبب بخسائر بشرية عن قصد – وحماس ردّت بقصف 13 قذيفة هاون على امتداد كل القطاع بصورة محسوبة ومنتظمة. والنتيجة: حماس أثبتت أنها تقف وراء تصريحاتها وتحافظ على ثمن ردّ على كل قصفٍ إسرائيلي.
لا يكون هناك شك في هذا، إنه تغيير جوهري في معادلة السنوات الأخيرة، حيث كان الجيش الإسرائيلي في الماضي قادراً على العمل حيال أحداث لم تحافظ حماس فيها على الهدوء. والقيادة السياسية (الإسرائيلية)، مثل الجيش الإسرائيلي، تحرص على الحفاظ على سياسة إعلامية إشكالية، وبحسبها (إسرائيل) غير معنية بمواجهة في غزة – وحماس تدرك هذا وتردّ بما يتناسب وتطبيق معادلة قصف مقابل قصف.
إذا لم تتغير السياسة الإعلانية، وبالطبع العملية أيضاً، (إسرائيل) ستجد نفسها تنجر إلى مواجهة مع غزة في ظروف أقل مريحة، دون عنصر المفاجأة والضربة الاستهلالية الاستراتيجية التي أنزلتها في عمليتي "الرصاص المسكوب و"عمود السحاب".