غزة تكافح من أجل الحياة
المتحدثة الرسمية بإسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس ألونا سينيانكو تعلق على مجموعة صور من الواقع اليومي للحياة في قطاع غزة، وتخص الميادين نت بهذه الصور التي التقطها مصور اللجنة الدولية محمد الثلاثيني.
قالت لي أم محمد، وهي تعلّق ملابس مغسولة لتجف أمام منزلها في أحد الأحياء المكتظة بالسكان في غزة: "لا مستقبل لأطفالي في غزة، هذا هو كل ما يجول بتفكيري. وحلمي الوحيد هو أن يحظوا بفرصة الرحيل إلى بلد آخر، حتى لو كان ذلك يعني ألاّ أراهم مرة أخرى". ورغم قسوة هذه الكلمات على أي أب وأم، إلا أنها تتردد على مسامعك طوال الوقت في غزة.
المدينة مليئة بالناس ومفعمة بالنشاط، تعجّ شوارعها بورش التصليح التي تعيد الروح إلى كل شيء أو تطوّعه للاستخدام في أغراض أخرى. وتُزاحم العربات التي تجرها الحمير السيارات في المفترقات المزدحمة. وتعرض المتاجر والباعة المتجولين الطعام والملابس وكل أنواع الحلي الرخيصة، لكن ما يغيب عن المشهد هو الزبائن.
يغشى الملل أصحاب المتاجر والمطاعم الجالسين داخلها، لكن ما إن تحدثهم حتى يخبروك عن مدى صعوبة الحفاظ على أبواب متاجرهم تجارتهم مفتوحة. وحتى القلة القليلة من المواطنين، الذين ما زالوا يستلمون رواتبهم، يتجنبون إنفاقها على أي شيء لا يدخل دائرة الضرورة القصوى.
يختنق قطاع غزة ببطء في عزلته عن العالم، وليس هناك ما يمنع انهيار بعض الخدمات الأساسية سوى المساعدات الإنسانية التي يتلقاها القطاع. ويعاني السكان هنا نقصاً في كل شيء تقريباً، من الوظائف إلى الكهرباء والمياه النظيفة، وحتى حرية الانتقال للداخل والخارج وفرص التنمية الاقتصادية. وتطال البطالة ما يقارب نصف السكان، وتكاد تنعدم فرص الحصول على وظيفة بين الفئات الأصغر سناً.
يقلّ عمر 75% تقريباً من أهالي غزة عن 25 عاماً، وهي المرحلة العمرية التي يمتلئ فيها معظم الناس بالأمل والأحلام التي ترسم المستقبل، لكن عندما تسير في الشوارع وتتجاذب الحديث مع الأهالي تصطدم بواقع مرير يتفشى فيه اليأس وخيبة الأمل.
والشعور العام في القطاع هو انسداد الأفق أمام الخروج من الوضع الراهن، ولن يتغير أي شيء للأفضل مهما كابدت في المحاولة. ولا يرى السكان البالغ عددهم نحو مليوني نسمة بارقة أمل في مستقبل يحاصره الجمود السياسي.
إياد ذو الأعوام الخمسة يكتب واجبه المنزلي على أضواء الشموع أثناء انقطاع الكهرباء، تتواصل أزمة الكهرباء والطاقة في غزة منذ أعوام عديدة، لدرجة أن السكان لا يحصلون أحياناً على الكهرباء أكثر من أربع ساعات في اليوم.
محمد الحاج طفل يبلغ من العمر عاماً واحداً، يخضع لغسيل كلى في المستشفى. عدد جلسات العلاج المقررة لحالته ثلاث مرات في الأسبوع، لكن نقص الكهرباء والوقود دفع إلى تقليص جلسات العلاج إلى مرتين لكل مرضى الكلى.
أطفال يلعبون الورق على شاطئ غزة. يقول أحدهم: "إذا ذهبت مع أصدقائي إلى مقهى، فسندفع 6 دولارات أميركية على الأقل". يعتبر هذا مبلغاً ضخماً بعيد المنال بالنسبة إلى معظم الشباب في غزة.
تعاني غزة من أحد أعلى معدلات البطالة في العالم، حيث تبلغ 44% من إجمالي السكان و68% من الشباب، ما يشيع بين الأجيال الشابة شعور بالعجز والحرمان من الفرص.
رجال يجلسون خارج منازلهم في مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة. ما زال أكثر من 100 ألف فلسطيني، ممن كانوا يعملون خارج غزة، يكافحون للعثور على مصدر رزق بديل لعائلاتهم.
رجل يبيع بالونات على شاطئ غزة. يلجأ الكثير من الخريجين الشباب، الذين لا يجدون عملاً، إلى امتهان أعمال لا تتماشى مع مؤهلاتهم لكسب قوت يومهم، فقد وصل معدل البطالة إلى 44%، ما يجعله الأعلى منذ 2014.
حلاق يقص شعر أحد الزبائن على ضوء الشموع أثناء انقطاع الكهرباء في مخيم الشاطئ للاجئين.
صاحب متجر ينتظر الزبائن بلا أمل. لم يقم بعملية بيع واحدة خلال اليومين الماضيين.
أضعفت الأزمة الاقتصادية المستمرة القوة الشرائية والتدفق النقدي في القطاع، فالتجار الذين يستوردون البضائع يعجزون عن بيعها، فتتراكم ديونهم. وليس هناك مصدر دخل ثابت لـ 4 من كل 5 عائلات في غزة، وتعتمد 7 من كل 10 عائلات على المساعدات الإنسانية.
أكبر أسواق غزة وأكثرها ازدحاماً يبدو خالياً على غير العادة.
أضعفت الأزمة الاقتصادية المستمرة القوة الشرائية والتدفق النقدي في القطاع، فالتجار الذين يستوردون البضائع يعجزون عن بيعها، فتتراكم ديونهم. وليس هناك مصدر دخل ثابت لأربع من كل خمس عائلات في غزة، ويعتمد 7 من كل 10 أشخاص على المساعدات الإنسانية.
فلسطينيون متجمعون في محطة مؤقتة للحصول على تصاريح سفر للعبور إلى مصر عن طريق معبر رفح، فقد فتحت السلطات المصرية المعبر لمدة يوم واحد بشكل استثنائي لمرور الحالات الإنسانية.
يُفتح المعبر فقط في حالات خاصة منذ 2006، وما يزال يعتبر بوابة العبور الرئيسية التي تربط أهالي غزة بالعالم الخارجي.
عدد من أهالي غزة متجمعون في محطة مؤقتة للحصول على تصاريح سفر للعبور إلى مصر عن طريق معبر رفح، فقد فتحت السلطات المصرية المعبر لمدة يوم واحد بشكل استثنائي لمرور الحالات الإنسانية.
تجار فلسطينيون يغادرون من معبر "إيريز" الذي يربط غزة بإسرائيل. أصدرت السلطات الإسرائيلية مؤخراً 1400 تصريح لتجار ورجال أعمال فلسطينيين.
وتستطيع فئات معينة من السكان فقط التقدّم للحصول على تصاريح للعبور ، وهي التجار والمرضى وموظفي المنظمات الدولية، بينما لا تتاح الفرصة لغالبية أهالي غزة لمغادرة القطاع.