سياسة أوباما الخارجية على المحك
ما الذي يريد أوباما إنجازه قبل خروجه من البيت الأبيض وما هي التحديات التي تواجهه لاستكمال ما بدأه على مستوى سياسته الخارجية؟
إن الهدف من ذلك هو الدفع باتجاه سياسات لن يكون لدى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون الرأسمال السياسي من أجل تطبيقها في حال فازت في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، أو لتعزيز أكبر قدر من المبادرات الممكنة في حال تولي المرشح الجمهوري دونالد ترامب الرئاسة وتخليه عن الأولويات الدبلوماسية والأمنية الحالية. في كلتا الحالتين فإن إرث أوباما على المحك.
فما الذي يريد أوباما إنجازه قبل خروجه من البيت الأبيض وما هي التحديات التي تواجهه لاستكمال ما بدأه؟
حماية الاتفاق النووي مع إيران
من المرجح أن يعارض الديمقراطيون هذه المحاولات من قبل الجمهوريين مؤيدين البيت الأبيض في تحذيراته من أن تجديد العقوبات على إيران يمكن أن يقوّض رئيس الجمهورية الإصلاحي حسن روحاني.
ويمكن للجمهوريين التخلي عن الدفع باتجاه عقوبات جديدة في حال حصولهم على وعود في المقابل بشأن مشروع قانون آخر يفرض عقوبات على إيران بسبب تجاربها الصاروخية البالستية.
حظر التعذيب
لكن ترامب وجمهوريين آخرين تعهدوا منذ ذلك الحين بإعادة هذه الأساليب، في ضوء زيادة المخاوف من تصاعد داعش وسلسلة من الهجمات الإرهابية الكبيرة. مدير الـ"سي آي اي" جون برينان قال إنه يفضّل الاستقالة على الخضوع لأوامر ترامب في هذا الخصوص. لكن من غير الواضح ما إذا كان آخرون أو قادة الاستخبارات المقبلون سيؤيدون الرئيس الجديد في حال أصرّ على إعادة أساليب التحقيق القاسية.
تدعيم سياسات مكافحة الإرهاب
وقد خسر أوباما بالفعل أحد الوعود التي أطلقها في بداية حملته بإغلاق معتقل غوانتانامو. وبالرغم من تقليص عدد المعتقلين في غوانتانامو منذ 2009 إلا أنه لا يزال يتواجد فيه 60 سجيناً. وتدعم كلينتون إغلاق المعتقل ونقل من تبقى من السجناء لمراكز تحظى بحماية أمنية مشددة على نحو كبيرة في الولايات المتحدة. إلا أن ترامب دعا لإبقاء المعتقل مفتوحاً وهو يحظى بدعم واسع من قبل أعضاء في الحزبين حول هذه المسألة تحديداً.
إعادة النظر في مشروع قانون 11 أيلول
إنجاز اتفاق التجارة الآسيوية
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن أوباما يخطط لاستخدام رحلته المقبلة إلى البيرو بين 18 و20 تشرين الثاني/ نوفمبر لحسم الاتفاق، خصوصاً وأن زعماء الكونغرس الجمهوريين لطالما حذروا أوباما بأن الاتفاق سيفشل بعد الانتخابات الرئاسية، فيما أياً من ترامب أو كلينتون لا يدعم الاتفاقية بشكلها الحالي.
الفصل بين وكالة الأمن القومي وقيادة السايبر
وفيما تتطور قدرات أميركا في حرب السايبر يرى خبراء أنه يجب فصل مهام وكالة الأمن القومي التي تركز على جمع المعلومات الاستخبارية وقيادة السايبر، المنظومة العسكرية المسؤولة عن القيام بعمليات القرصنة، إذ إن مدير وكالة الأمن القومي يتولى رئاسة الاثنين. وكان أوباما على وشك فصل الدورين في 2013 لكن جرى إقناعه بالعدول عن ذلك من قبل مدير وكالة الأمن القومي كيث الكسندر من أجل الحفاظ على التعاون بين الجسمين، لكن مسؤولين اليوم في إدارة أوباما بمن فيهم مدير الاستخبارات الوطنية جايمس كلابر يضغط في اتجاه إجراء هذا التغيير.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن البيت الأبيض "يراجع باستمرار ما إذا كانت لدينا هيئات تنظيمية مناسبة لمواجهة التهديدات المحتملة في الفضاء الالكتروني والأمكنة الأخرى". وقال ديريك شوليت المسؤول السابق في إدارة أوباما والمستشار الحالي لكلينتون إن جزءاً كبيراً من القوة للسيطرة على سياسة الأمن القومي تقع على عاتق الرئيس بغض النظر عن هويته.