ترامب يساعد داعش

هل يوصل هجوم أورلاندو الإرهابي المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض؟ هو أحد الأسئلة التي تطرحها اليوم الصحف الغربية في ضوء خطاب دونالد ترامب التحريضي ضد المسلمين في أعقاب الهجوم والذي رأت فيه بعض الصحف خدمة لداعش الذي بدأ ينهار في مناطق نفوذه في سوريا والعراق.

ترامب دعا إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة
تحت عنوان "إسلاموفوبيا ترامب المتهورة والخطيرة تساعد داعش" كتب ديفيد أغناطيوس في "واشنطن بوست" يقول إن "تعليقات دونالد ترامب على إطلاق النار في أورلاندو، حتى بمقاييسه، متهورة تخدم مصالحه الشخصية، كما أنها تشكل خطراً على البلاد".  

وتابع "وفق بعض الخبراء الأميركيين والأجانب في مجال مكافحة الإرهاب فإن خطاب ترامب الاستقطابي في هذه القضية قد يكون أفضل شيء يحدث لداعش. التنظيم الذي أعلن نفسه دولة الخلافة ينهار في سوريا والعراق. عاصمته السورية في الرقة محاصرة. الثغرة في الحدود التركية السورية التي سمحت بتدفق المقاتلين الأجانب جرى إغلاقها أخيراً، شيوخ العشائر السنية الذين كانوا يتعاونون حتى وقت قريب مع داعش تحولوا إلى المقلب الآخر".
   
ونقل الكاتب عن مسؤول استخباراتي استراتيجي رفيع في التحالف بقيادة الولايات المتحدة بأن "القوة المتبقية التي يمكن أن تدفع داعش نحو الأمام هي إسلاموفوبيا ترامب وشركائه الأوروبيين"، مضيفاً أن التصريحات النارية والمعادية للمسلمين تدعم ادعاءات الجهاديين بأنهم الفرسان الذين يقاتلون ضد الغرب غير المتسامح.  

واعتبر الكاتب أن ترامب أظهر مستوى من اللامسؤولية التي يجب أن تثير قلق الأميركيين ليس فقط لكون تصريحاته غير أخلاقية وغير دستورية بل لأنها تعرض البلاد لخطر أكبر.      

الفكرة الأغبى في العالم

مجلة "فورين بوليسي" رأت في اقتراح ترامب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة بأنه الفكرة الأغبى في العالم، لافتة إلى أن الاستطلاع تلو الآخر يظهر أن مؤيديه يحبذونها كما في نيوهامشير حيث أيدها 66% والاباما حيث حظيت بتأييد 78%.
بحسب المجلة فإنه من السهل معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا التأييد. فالكثير من الأميركيين، وتحديداً الجمهوريين يعيشون هاجس الإرهاب وهم يفترضون أن الخطر الرئيسي يتأتى من المسلمين.

وتابعت "فورين بوليسي" أن سياسة ترامب من شأنها أن تفشل جهود مكافحة الإرهاب وتخلق مشاكل، معتبرة أن الحرب ضد الجهاديين الإرهابيين كما الحرب الباردة، لا تقتصر على الأسلحة والقنابل، إنها أيضاً حرب معتقدات وأفكار.  

وكتبت "ما تدركه قله فقط من الأميركيين أن الجهاديين لا يحاولون قتلنا فقط بل أنهم يخوضون حرباً ضد المسلمين الآخرين الذين يرفضون أفكارهم. وأكبر شركاء واشنطن في هذا الصراع ليسوا الأوروبيين بل الشعب والحكومات في البلدان الإسلامية الذين يقاتلون داعش دفاعاً عن أنفسهم. الحرب الأهلية داخل الإسلام تمنحنا حلفاء طبيعيين في قتالنا ضد الإرهابيين".

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى هؤلاء في حال لم ترد إرسال الجيش الأميركي للقيام بالمهمة عنهم. وخلصت "فورين بوليسي" إلى أن تكلفة سياسة ترامب السياسية والاقتصادية ستكون كبيرة. إن هدف الإرهابيين هو جعلنا ضعافاً ومنعزلين، لماذا نقوم بذلك عنهم؟ 

مرشح نظرية المؤامرة

صحيفة "الغارديان" البريطانية سألت عما إذا كان دونالد ترامب مرشح لقيادة نظرية المؤامرة؟ وتحت هذا السؤال كتب ريتشارد وولف أن ترامب "يحتاج للمساعدة ليس فقط في تلك التفاصيل السياسية المزعجة التي يبدو أنه لا يتقنها ولا في وضع استراتيجية سياسية متماسكة تمكنه من الفوز في تشرين الثاني/ نوفمبر. بل إنه يحتاج للمساعدة السيكولوجية ويحتاجها الآن".

متوقفاً عند ما وصفه بآخر تصرفات ترامب غير العقلانية من خلال اتهامه الرئيس باراك أوباما بالتعاطف مع الإرهابيين، لفت الكاتب إلى أن العلامة التجارية لترامب في الغباء السياسي يجب ألا تفاجئ مؤيديه. هناك خط مباشر بين شهادة ميلاد الجنون وحيث يقف المرشح الجمهوري اليوم. وهذا الخط يؤشر إلى حضيض أخلاقي وسياسي سيكون من الصعب على الحزب الخروج منه.
 
وخلص إلى أن على الحزب الجمهوري أن يقرر ما إذا كان يدعم قيادة عاقلة أو يعارضها؟