يجب وقف التهجير الهادئ
سفير الاتحاد الأوربي في إسرائيل، لارس بابورج أندرسون، انتهك في الأسبوع الماضي قواعد الاحتفال. ففي لقاء روتيني جمعه مع المدير العام الجديد لوزارة الخارجية يوفال روتم قرأ أندرسون وثيقة لاذعة حذرت من توجه إسرائيلي لاقتلاع التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية بشكل قسري. وهذا التحذير ليس بالأمر الجديد، فقد سُمع من قبل في مناسبات أخرى إلا أن الاستعجال يُلمس بشكل أكبر بكثير من أية مرة سابقة، وذلك لأن الجيش (الإسرائيلي) والإدارة المدنية – تحت ضغط لوبي الاستيطان في الكنيست والحكومة – قد زادا خلال العامين الأخيرين من ضغوطهما على التجمعات السكانية (الفلسطينية) نفسها وذلك في نية لا يمكن إخفاؤها لتوسيع مناطق المستوطنات أو كمقدمة للضم.
-
الكاتب: إفتتاحية هآرتس
-
المصدر: هآرتس
- 5 نيسان 2017 14:32
تجمعات سكانية بدوية في الضفة الغربية
سفير الاتحاد الأوربي في إسرائيل،
لارس بابورج أندرسون، انتهك في الأسبوع الماضي قواعد الاحتفال. ففي لقاء روتيني
جمعه مع المدير العام الجديد لوزارة الخارجية يوفال روتم قرأ اندرسون وثيقة لاذعة
حذرت من توجه إسرائيلي لاقتلاع التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية بشكل قسري.
وهذا التحذير ليس بالأمر الجديد، فقد سُمع من قبل في مناسبات أخرى إلا أن
الاستعجال يُلمس بشكل أكبر بكثير من أية مرة سابقة، وذلك لأن الجيش (الإسرائيلي)
والإدارة المدنية – تحت ضغط لوبي الاستيطان في الكنيست والحكومة – قد زادا خلال
العامين الأخيرين من ضغوطهما على التجمعات السكانية (الفلسطينية) نفسها وذلك في نية
لا يمكن إخفاؤها لتوسيع مناطق المستوطنات أو كمقدمة للضم.
الوثيقة تكشف اسم أحد هذه التجمعات
السكانية البدوية، في خان الأحمر، إلى الشرق من القدس، ولم يكن من قبيل المصادفة
أن هذا التجمع (الفلسطيني) الذي بنى لتلاميذه مدرسة من إطارات السيارات أصبح حامل
الراية في نضال البدو، وغالبيهم من لاجئي 1948، من أجل حقهم في العيش بكرامة في
أماكن إقامتهم الحالية. وتطالب مستوطنة كفار أدوميم، منذ عدة سنوات، بإخلاء الفلسطينيين
من المنطقة على الرغم من أن وجودهم هناك سابق على إقامتها. وقد أصدرت الإدارة
المدنية في شهر شباط / فبراير أوامر بهدم غالبية منازل القرية، حيث يعني تنفيذ هذه
الأوامر هدم القرية بأكملها. ومن المتوقع أن ترد الدولة غداً على الدعوى التي تقدم
بها أهالي القرية ضد عمليات الهدم ومنع البناء، والتي كان ممثل الأهالي المحامي شلومو ليكر قد رفعها قبل
عدة سنوات، وكذلك على الأمر المؤقت الذي أصدره القاضي أوري شوهم (والذي منع عملية
الهدم الفوري).
وحتى وإن كانت عملية الهدم الفوري ستُمنع
هنا، إلا أن تجمع خان الأحمر هو ليس التجمع السكني الوحيد الذي يتعرض للتهديد إذ
أن هناك 45 تجمعاً بدوياً (يبلغ عدد سكانها حوالي 7000 شخص) تتعرض لضغوط إسرائيلية
مشابهة. فعلى سبيل المثال هناك عرب الرماضين في منطقة قلقيلية، والدُّقيقة
جنوب الضفة. ومثلها هناك عشرات التجمعات السكانية الفلسطينية القديمة الأخرى، وهي
ليست بدوية، التي يقيم سكانها في قرى وفي خيام، والتي تطالب إسرائيل بتهجيرها إلى
جيوب السلطة الفلسطينية. فعلى سبيل المثال هناك جنبة وسوسيا وزيتونة في جنوب
الضفة، والحديدية وخربة طانا وتل الحمة وخربة الطويل والعقبة في شمال الضفة الغربية.
وحتى في حال تأخير التهجير الشامل
فإن الحياة في هذه التجمعات السكنية تتحول إلى حياة لا تطاق. فقد حُكم على
المواطنين هناك بالعيش وسيف الهدم والطرد يلوح طيلة الوقت فوق رؤوسهم، إذ لا يُسمح
لهم بالبناء أو بربطهم بالماء وبالكهرباء، أو رعي وفلاحة أراضيهم.
إن قلق الاتحاد الأوربي في مكانه.
فالتهجير (الترانسفير) الهادئ هو أحد الوجوه المقززة للاحتلال. وعلى إسرائيل
التوقف عن هذا التصرف الأحمق. وعليها أن تُبقي التجمعات الفلسطينية في مكانها، وأن
تفسح المجال أمام تطورها الطبيعي. وما لم تفعل ذلك فإن الأوربيين قد يستبدلوا
التحذير الدبلوماسي بخطوات أخرى أكثر فعالية، مثل المقاطعة.
ترجمة: مرعي حطيني