إطلالة مثيرة للانطباع لنتنياهو
العالم يكذب دائماً. والعرض المثير للانطباع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين كشف هذه الحقيقة مرة أخرى وبقوة. لكن من الصعب التصديق أنه هناك منظمة تجسس واحدة في العالم الغربي تحترم نفسها لم تكن تعلم عن النوايا الإيرانية لغاية الأمس.
على ما يبدو أنها المحاولة الأخيرة من نتنياهو لممارسة ضغط على ترامب. تجنيد الرأي العام الأميركي، جمهور ناخبي الرئيس، المس بنقاط معينة في شخصية ترامب – كي يُلغي الاتفاق النووي. لا أن يُحسّن، بل يُبطل.
إلا أن ترامب في طريقه إلى جائزة نوبل للسلام. بقدر ما يبدو هذا غريباً، هذا النموذج الغريب الأطوار الذي أصبح رئيساً للولايات المتحدة، الديماغوجي الذي يجر خلفه ما لا يُحصى من الهياكل العظمية، تحديداً في طريقه لجعل العالم أفضل.
ما يجري الآن في كوريا هو نجاح له؛ الاستعداد السعودي لقول ما يعتقدونه جهاراً عن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني هو ردة فعل على وجوده في البيت الأبيض. وكذلك استعداد ترامب لنقل السفارة ولفتات كريمة لإسرائيل هو له فقط. لكن إذا أدخل إلغاء الاتفاق النووي مع إيران إلى المعادلة، النوبل قد تفر. ترامب يريد أن يترك خلفه شيئاً كبيراً، وإلغاء الاتفاق النووي سيكون جيداً جداً لإسرائيل – لكنه لن يترك خلفه شيئاً كبيراً بل فقط دولة عدوة شبه نووية.
نتنياهو قدّم أمس مسرحية كبيرة، مثلما يحب ترامب، وعندما انتهت ونُظّف المسرح، بقي المطلب بين السطور. نتنياهو يطلب من ترامب فعل ما هو صحيح فيما خص إيران، أيضاً بثمن جائزة نوبل. ترامب غير مستعد للالتزام. إنه طلب كبير جداً، حتى لو وعدوه بجائزة النوبل اليهودية التي رفضت نتالي بورتمان قبولها.